اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة بوجود النخب الثقافية والعلمية والسياسية التي ساهمت بتطور الحركة الأدبية والفكرية في العراق، الا ان تلك الطاقات اضطرت للرحيل ومغادرة البلاد، بسبب المضايقات التي كانوا يتعرضون لها، نتيجةً مواقفهم الوطنية المعارضة لسياسات الحكام الجائرة اتجاه مدينة الحسين عليه لسلام وابنائها الشرفاء المضحين بالغالي والنفيس، في سبيل إرساء الحق ورفع الحيف والظلم عن مدينتهم الابية الصامدة، ومع استقرارهم في بلدان المهجر المختلفة عزم الكربلائيون على إيصال صوتهم وتدوين المعاناة من خلال الصحف والمجلات التي اصدروها من أماكن تواجدهم.
وذكر كتاب (صحافة كربلاء)، الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث، انه" خلال ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن صدرت في بلدان اللجوء مجلات وجرائد تفاوتت في مستواها العلمي، وامتازت بتنوع موضوعاتها لتخلد اسمائها في ذاكرة القارئ الكربلائي ومن أشهر تلك المجلات والصحف، مجلة (الايمان) الشهرية التي أسسها السيد حسن مهدي الشيرازي في لبنان وشغل منصب رئيس التحرير فيها، صدر العدد الأول منها في شهر رمضان سنة 1397هـ -1977م، فيما صدر العدد 14 منها والأخير في شوال 1398هـ -أيلول 1978م، وتتألف من 32 صفحة".
وأضاف الإصدار ان " مؤسسة ال البيت لأحياء التراث أصدرت مجلة فصلية تدعى (تراثنا)، رئيس تحريرها السيد جواد عبد الرضا الشهرستاني، صدر العدد الأول منها في صيف1405هـ، من 128 صفحة اذ وصل عدد اصداراتها الى ،120 وما زالت مستمرة، استطاعت استقطاب كوكبة بارزة من الكتاب العراقيين الذين رفدوا المجلة بأبحاث قيمة متنوعة، فضلا عن جريدة (العمل الإسلامي) الاسبوعية السياسية العامة، صدرت في طهران عام 1988م وانتقلت بعد سقوط النظام في العراق عام 2003م الى العراق، شغل منصب رئيس التحرير فيها صادق الشكرجي ثم نزار حيدر، يشرف على إصدارها العلامة الشيخ جاسم الاسدي، انتقلت للعمل في كربلاء عام 2005م وبلغ عدد اصداراتها 1663 عددٍ، واشرف على إصدارها العلامة السيد علاء القطب آل طعمة".