ضاقت الناس ذرعا من أساليب النظام الطاغوتي المجرم الذي كان يحكم العراق بالحديد والنار، اذ مارس الحاكم المجرم عمليات الاعتقال العشوائي والتعذيب والتهجير القسري والاضطهاد.
ان الأثر الكبير في اشتداد غضب الجماهير تولّد بعد دخول الطاغية صدام دولة الكويت غازياُ لها، فكانت الفرصة سانحة الى الثورة في سبيل التخلص من المأساة التي تعرض لها الملايين من أبناء العراق؛ لذلك هبّوا للدفاع عن شعبٍ أُهين واستبيحت حرماته، ووطن سحقت كرامته فقدم أبناء العراق ارواحهم ودماءهم رخيصة من اجل الخلاص من هذا الطاغية في انتفاضة شعبية عارمة عمّت العراق من أقصاه الى أقصاه وعلى اثر ذلك ارتقى الالاف من الشهداء وذبح الالاف من الأطفال والنساء تحت مرأى ومسمع القوات الامريكية التي كانت تتفرج على هدر الدماء"
حفزّت مظاهر الظلم والاضطهاد الشارع على القيام بالثورة في عموم (14) محافظة عراقية، منها كربلاء التي انطلقت فيها شرارة الثورة عندما زار الزعيم الروحي الأعلى للشيعة السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره كربلاء يوم الخميس 13 شعبان 1411هـ ، وعند وصول سماحته الى حسينية أهالي أذربيجان الكائنة في شارع الامام صاحب الزمان حاولت الجماهير رفع السيارة التي كان يستقلها المرجع، ولاجل تهدئة الموقف وعدم وقوع الاعتقالات في صفوف المؤمنين من قبل الأجهزة القمعية توجه سماحته الى مرقد الامام الحسين عليه السلام، وهتفت الجماهير حينها بإسقاط الطاغية المقبور وفي هذه الاثناء قام المدعو ( محمد مطر ) وهو احد ازلام الامن الصدامي بسحب مسدسه واطلاق العيارات النارية تجاه الزائرين المتواجدين داخل الصحن الشريف.
يتبع...
المصدر: عبد الأمير عزيز القريشي، تاريخ مرقد العباس عليه السلام، ج2، غير مطبوع