لعبت مدينة كربلاء دوراً مهما في تخليص العراق من الاحتلال البريطاني خلال ثورة العشرين، وكان لرجالاتها مواقف عظمية خلدها التاريخ في مقارعة المحتل وبناء العراق الجديد.
وذكر الكاتب الكربلائي سلمان هادي آل طعمة في مؤلفه (كربلاء في ثورة العشرين)، ان" مدينة كربلاء المقدسة عرفت منذ القدم برفضها للاحتلال الغاشم على العراق وكان موقف أبنائها بطولياً في مواجهة البريطانيين، الذين قدموا تضحيات كثيرة في سبيل الوطن، ومن بين تلك الشخصيات الكربلائية السيد عبد الوهاب آل طعمة".
وأضاف ان " السيد عبد الوهاب بن عبد الرزاق بن السيد عبد الوهاب بن محمد علي آل طعمة ولد في مدينة كربلاء عام 1284هـ ونشأ فيها، عين عضواً لمجلس إدارة اللواء ورئيساً لبلدية كربلاء حتى الاحتلال البريطاني، ذهب مع الوفد الكربلائي لمفاوضة السلطة البريطانية من اجل الصلح في مدينة كربلاء، وكان أحد أعضاء المجلس الملي الذي كانت مهمته الاشراف على إدارة البلدة من حيث جباية الضرائب وتعيين الموظفين والشرطة وتامين الطرق".
وأوضح ان "المجلس الملي تالف من سبعة عشر عضوا كان منهم صاحب الترجمة، وكان أبرز المنتمين للجمعية الوطنية الإسلامية، سلم نفسه الى السلطة البريطانية وحوكم مع احرار كربلاء يوم 4 ربيع الثاني 1339هـ/ 14 كانون الأول 1920م، سيق الى سجن الحلة وبقي هناك مع رؤساء وزعماء الفرات الاوسط حتى تشكيل الحكومة العراقية، وقد تم تعينه عضواً لمجلس الإدارة ورئيساً للبلدية حتى وفاته، له ثلاثة أبناء وهم المحامي محمد مهدي الوهاب نائب كربلاء في المجلس النيابي والسيد المحامي احمد عبد الوهاب متصرف لواء العمارة الاسبق".
وأردف الكاتب ان " السيد عبد الوهاب توفي ليلة الاثنين من شهر رمضان المبارك الموافق 1347هـ -18 شباط 1929م عن عمر يناهز الـ (62) عاماً، دفن في العتبة الحسينية المقدسة، وقد رثاه شعراء المدينة وأدباءها منهم العلامة الشاعر الشيخ عبد الحسين الحويزي في قصيدة له يقول فيها
من غال بدر سما العلا وهلالها والشمس عن فلق الصباح ازالها