نقلت موسوعة كربلاء الحضارية الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، عن المستشرق الألماني الشهير "يوليوس فلهاوزن J.Wellhausen " بيانه عبر كتاب "تاريخ الدولة العربية من ظهور الإسلام الى نهاية الدولة العربية" سلسلة مراحل إطلاق الإمام الحسين "عليه السلام" لثورته الإصلاحية الخالدة ضد الظلم الأموي بحق العالميّن الإسلامي وغير الإسلامي على حدٍ سواء.
وجاء في الموسوعة، أن "الإمام الحسين (عليه السلام) إستجاب لأهل الكوفة في مبايعته بالكتب والرسل الكثيرة، وكان أول رسلهم اليه في العاشر من رمضان سنة 60 هـ"، مشيرةً في هذا الإطار الى أن "سيد الشهداء (عليه السلام) كان قد أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل، ممثلاً عنه ليتثبت من صحة ما نقلته اليه الكتب والرسل في حقيقة إخلاص اهل الكوفة، وكان كتاب مسلم لإبن عمه الحسين (عليه السلام) يتضمن مبايعة إثني عشر الفاً".
ويذكر المحور التاريخي في الموسوعة أن "الأوضاع في الكوفة كانت منقسمة بين مبايعة الإمام المرهون بتأييد عامة الناس المظلومين، وبين الجماعات الموالية لبني أمية وهم زعماء وشيوخ العشائر والأشراف الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح ولاة الدولة الأموية الظالمة"، مبيّنة أن "تأمين هذه الأوضاع إقتضى لجوء يزيد الى تغيير اربعة ولاة خلال شهور، حيث أقدم على عزل الوليد بن عتبة بتولية عمرو بن سعيد بن العاص، ثم عزله وولى النعمان بن بشير، ثم عزله وولى عبيد الله بن زياد بمشورة مولاه (سرجون) الذي خطط لذلك منذ عهد معاوية حسبما ذكره الطبري في كتابه (تاريخ الرسل والملوك)".
وأشار قسم التاريخ الإسلامي في الموسوعة الى أن "إبن زياد كان قد إستعان بالأشراف في تهديد وإخافة من نصر مسلم وحتى النساء، فقد أسهمن في منع ابنائهن وإخوانهن عن نصرة مسلم وكذلك فعل الرجال، وكان كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي من أكثر الأشراف والزعماء تطوعا في منع الناس عن نصرة مسلم بن عقيل حتى أمسي لا ناصر له، الى أن آوته المرأة المخلصة لآل البيت (طوعة)، وكان لها ولد شرير، هو (بلال بن اسيد الحضرمي) الذي أخبر (عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث) عن مكان مسلم بن عقيل في دارهم فأسرع الجلاوزة وعددهم بين 60-70 من قبائل قيس مع ابن الأشعث، وكان جهاد مسلم للظالمين حتى استشهاده".
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء الثامن 1، منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 27-28.