يواصل كتاب "مدينة الحسين" الصادر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، بيان الأسباب والعلل التي دفعت بطاغية بني العباس "المتوكل" الى هدم قبر سبط رسول الله، الإمام الحسين "صلوات الله عليهما" حسبما جاء في أمهات كتب التاريخ.
وبيّن مؤلف الكتاب "محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة" نقلاً عن "المجلسي" في "البحار" بسنده عن "جعفر بن محمد بن فرج الرجحي"، قوله إنه "روى (عمر بن فرج الرجحي) أن المتوكل العباسي أمرني أن أرافق الديزج لهدم قبر الحسين في كربلاء، ولما تركني الديزج بعد أن اشتدت علية وطأة الحمى، بقيت على رأس الفعلة، والغلمان، والبرزكاريون إلى غداة الغد".
ويضيف الراوي أنه "لما أصبح الصبح، أمرت بالقبر فمرّت على القبور كلها فلما بلغت قبر الحسين (عليه السلام) لم تمر عليه، فأخذت العصا بيدي فما زلت أضربها حتى تكسرت العصا في يدي فوالله ما جازت على القبر ولا تخطته، فعند ذلك أمرت بإرسال الماء عليه من نهر العلقمي فحار الماء بقدرة الله تعالى على بعد من القبر باثنين وعشرين ذراعاً، وفي رواية أخرى اثني عشر ذراعاً وصار الماء كالحائط واستدار حول القبر".
وبيّن كتاب "مدينة الحسين" أن "هذا سبب تسمية موضع قبر الإمام الحسين (عليهم السلام) بـ (الحاير)، حيث يذكر (ياقوت الحموي) في معجمه عند تفسير هذه التسمية بـ (ياء مكسورة وراء بعد الألف)، أنه هو الموضع الذي يتحير فيه الماء من أقصاه الى أدناه، والحاير: هو موضع قبر الإمام الحسين
-وليس للحائر جمع- والحير بلا إضافة إذ عنوا كربلاء".
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 139-140.