نظراً لموقع مدينة كربلاء الديني والسياحي والجغرافي، بدأ العمران فيها يأخذ منحى جديداً كسائر المدن العراقية الكبيرة، فقد انتقلت إليها أساليب جديدة في التصميم والبناء وأنماط وعناصر المفردات المعمارية الغربية، وكانت أقرب المصادر المعمارية هي إنكلترا نظرا لتأثيرها الملموس في العراق منذ عام (1935م الى 1964م)
ومنذ سنة 1354هـ (1935م) وإلى سنة 1367هـ (1948م) بدأت بلدية كربلاء، وعلى مراحل العمل على فتح الشارع المحيط بصحن الروضة الحسينية بحجة تنظيم حركة المرور وسير الزوار. وبسبب التخلف في الرؤية العمرانية والفنية والفكرية من قبل المسؤولين آنذاك، فقدت مدينة كربلاء، نتيجة هذا المشروع أجمل آثارها العمرانية الإسلامية التي كانت جزءا من صحن الروضة الحسينية والتي ظلت شاخصة لقرون عدة، ومن أهمها مئذنة العبد الشهيرة التي كانت تعتبر أحد أجمل الصروح المعمارية في المدينة، وكذلك الصحن الصغير الملحق بها وبعض المعاهد والمدارس الدينية والجوامع.
بدأ العمل بتنفيذ بناء (حي الإسكان) من قبل الحكومة عام 1954م والذي خصص لموظفي الدولة ويقع إلى الجنوب الغربي من مركز المدينة على بعد ثلاثة كيلو مترات تقريبا، في سنة 1955م استحدث متصرف كربلاء السيد حسن السعد "حي الحسين" الذي يقع إلى الجنوب الغربي من مركز المدينة على بعد 3 كلم على طريق كربلاء. النجف الجديد وملاصقا لحي الإسكان، ويعتبر هذا الحي من أهم الأحياء الحديثة الموجودة حالياً في كربلاء وأوسعها، وقد خطط بطريقة دائرية يتوسط فندق كربلاء السياحي وتتوزع فيه المناطق الخضراء.
اما في الستينيات من القرن الماضي استحدثت أحياء جديدة منها: "حي المعلمين" سنة 1960م والذي يقع إلى الغرب من مركز المدينة على بعد 4 كلم تقريبا، كما استحدث "حي البلدية" سنة 1961م والذي يقع في المنطقة المحصورة بين شارع حي الحسين وشارع المستشفى القديم، اما "حي العباس" فقد استحدث سنة1964م والذي يقع على طرق كربلاء -بغداد الجديد ويبعد حوالي 3 كلم عن المركز.
المصدر/ كربلاء الحضارة والتاريخ، رؤوف محمد علي الانصاري، ط1، ص135-136.