تذكر المصادر أن الأصل التأريخي لكلمة "يارامز" هو تركي-عثماني يعني "الأوباش الذين لا يصلحون لشيء"، أو "الأشرار من طبقات المجتمع" حسبما وصفهم به الرحالة البريطاني "جيمس بيلي فريزر" خلال زيارته للمدينة سنة 1834 م.
وقد ظهرت هذه الجماعات خلال فترة حكم الوالي الكولمندي "داود باشا" للعراق بين عامي 1816-1831م الموافق لعاميّ 1232-1247 هـ، وكانت من أشهرها وأكثرها عدداً هي جماعة المدعو "إبراهيم الزعفراني" الملقب في بعض المصادر بـ "العزاوي"، فكانت هذه الجماعة هي صاحبة التأثير الأكبر في المجتمع الكربلائي المسالم أبان تلك الحقبة المظلمة، حيث عمد أفرادها آنذاك الى إعلان تحديهم للسلطات الحكومية، فضلاً عن الفتك بالأهالي الأبرياء من سكان هذه المدينة المقدسة.
ومن الجدير بالذكر أن الوالي الكولمندي لم يحرّك ساكناً إزاء ما كانت تقوم به هذه الجماعة المنحرفة طالما كانت جباية الأموال الأميرية تسير بسلاسة، إلا أن هذا الحال لم يدم طويلاً بعد إقدام أحد أفراد الـ "يارامز" على سرقة موكب تابع لأمير قاجاري أثناء مروره بالمدينة وإختطاف إحدى كريماته، مما دفع حينها بالوالي الى التدخل عسكرياً عبر موقعة الـ "ميراخور" التي لم تسفر عن كبح جماح تلك الجماعة التي عادت مرة أخرى بكامل نشاطها بعيد إنتهاء عهد "داود باشا" سنة 1247 هـ، 1831 م.
المصدر: تسخير كربلاء، لمؤلفه السيد عبد الرزاق الحسيني، ص20