بالنظر لما تمتاز به مدينة كربلاء المقدسة من مكانة دينية وعلمية وتاريخية بحكم إحتضانها لمرقد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأخيه أبي الفضل العباس "عليهم السلام"، فقد تحولت هذه البقعة الطاهرة الى منار يسعى اليه الوافدون وطلبة العلم والعلماء الأفاضل من الراغبين في مجاورة سيد الشهداء "عليه السلام" وباقي المشاهد المقدسة الأخرى.
ومما أسفر عنه هذا المسعى هو الإزدهار الحاصل في الحركة العلمية بكربلاء منذ أكثر من عشرة قرون خلت حيث شهد القرن الثالث الهجري ظهور العديد من المدارس والمعاهد ومراكز البحث المتخصصة بالعلوم الدينية، والتي كان لها الفضل الأكبر في بزوغ نجم العديد من العلماء والفقهاء الذين تولّوا بدورهم إيصال ما إكتسبوه من علوم الى سكان المدن المجاورة.
وكان من بين أبرز المدارس الدينية التي ظهرت في كربلاء أبان تلك الفترة هي "جامعة العلم" لمؤسسها الشيخ "حميد بن زيد النينوي" والمدرسة "العضدية" لمؤسسها "عضد الدولة البويهي" فضلاً عن مدرسة "إبن شاهين" التي وصفها الرحالة الشهير "إبن بطوطة" خلال زيارته للمدينة سنة (727 هـ) بـ "الكبيرة" (1).
المصدر
______________
(1) مختصر الحركة العلمية الدينية في كربلاء: ضمن سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص14