من بين أشدّ الوقائع حلكةً وظلاماً في التراث العربي والإسلامي هو إبتداع مذهب جديد خارج عن مذهبي التشيع والتسنن بل ويكفّر كلاهما من قبل المدعو "محمد بن عبد الوهاب" المولود في مدينة نجد سنة 1115 هـ.
وكان الفكر المتطرف الجديد المسمى بـ "التصفية في الإسلام" يعتمد بالمطلق على إلغاء مبدأ شفاعة الأنبياء والأوصياء وتحريم إقامة أضرحتهم الشريفة والإحتفاظ بالنفائس فيها، بل وتكفير كل من يقوم بأفعال لم تكن على عهد رسول الله "ص" ولو كانت مجرد عادة التدخين، جاعلاً وفق هذه المعتقدات كل من لم يتفق مع متبعيها ولو بالفروع، كافر مشرك يستحق القتل والتجريد من أمواله وممتلكاته.
ومن أولى بوادر تطبيق هذا المذهب المتطرف هي الغزوات التي شنّها أتباعه على المدينة المنورة ونهب جميع النفائس الموجودة فيها على مدى الـ 1200 عاماً الماضية، ليتبعوها بعد ذلك بحملة مشابهة على مدينة النجف الأشرف إلا أنها باءت بالفشل نظراً لإستبسال أهلها في الدفاع عنها، مما دفع بالوهابيين وقادتهم من آل سعود الى تهيئة جيش من عشرة آلاف الى عشرين ألفاً للهجوم هذه المرة على مدينة كربلاء المقدسة والذي حصل بالفعل في ذكرى عيد الغدير سنة 1216هـ فكان نصيب مدينة سيد الشهداء "ع" من هذه الحملة التكفيرية كنصيب مدينة جده الأكرم "ص" (1).
المصدر:
دليل كربلاء- قراءة في الجغرافية التاريخية لمدينة كربلاء المقدسة: لمؤلفه عماد الدين أصفهاني، ص103.