تعدّ منطقة خان الأخيضر من أبرز المواقع الأثرية في العراق وأكثرها شموخاً من الناحيتين الهندسية والتخطيطية فضلاً عمّا مثّلته من جدلية تاريخية وعمرانية للعلماء بحكم عدم القدرة على تحديد التأريخ الدقيق لظهورها كمعلم عراقي تاريخي عريق.
ومما إختلف المختصون بشأنه حول هذا الموقع الحضاري الغارق في القدم، هو خان الأخيضر الذي وصفه بعض الباحثين بـ "الحصن" نظراً لسوره الشاهق البالغ من الإرتفاع 17-19 متراً، وخارطة بنائه المستطيلة الشكل والتحصينات الدفاعية التي ملأت أركانه ومرافقه، في الوقت الذي وصفته مجموعة أخرى من الباحثين بأنه "قصر أثري فخم" وإن منطقة "قصر مقاتل" الحالية هي أصل خان الأخيضر، مستدلين بذلك على ما أشار اليه الحموي في مدوناته بالقول "موضع عند قصر مقاتل بين عين التمر والشام".
وتذكر بعض المصادر أن حصن أو قصر الأخيضر كان قد أقيم على أنقاض قصر مقاتل الذي نزل فيه الإمام الحسين (ع) في طريقه الى كربلاء سنة 61 هـ / 680 م، وهو ما دفع بأبن أخ الحاكم العباسي أبي العباس السفاح والمدعو بـ "عيسى بن موسى" الى هدم هذا القصر وإقامة حصن الأخيضر على أنقاضه (1).
____________
المصدر:
(1) الأخيضر – دراسة في التاريخ والعمارة: لمؤلفيه أ.د. رياض كاظم سلمان و م.م. سمير خليل شمطو، ضمن سلسلة منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 108.