لقد غدت كربلاء منذ عام (61هـ) وحتى اليوم جامعة إنسانية كبرى يتخرج فيها كل التواقين الى الحرية والعدل والإصلاح والرفعة وشجاعة الموقف.
وبرزت فيها بيوتات ادبية كبيرة منهم من كان عالماً فاضلاً، والقسم الاخر كانَ شاعراً واديباً ومفكراً واستاذاً، حيث امتازوا بعظيم الرفعة وكبير الشأن وقدموا عطاءً فكرياً وثقافياً سيظل خالداً أبد الدهور.
ومن هذه البيوتات الأدبية: بيت (أبي جدوع) الشيخ جمعة بن حمزة:
إذ تعد هذه الأسر من أعرق الاسر الكربلائية والعربية شهرة والتي ولد من رحمها عدة شعراء وادباء وخطباء موهوبين، ومن أبرزهم الخطيب والشاعر الشيخ جمعة بن حمزة.
ولد الشيخ جمعة بن حمزة بن الحاج محسن بن محمد علي بن قاسم في مدينة كربلاء المقدسة، وكان من أبرز علماء عصره ونهل من أدباء زمانه وكان حافظاً وكاتباً وشاعراً، إذ امتاز أسلوبه في الخطابة بسهولة التعبير ووضوح الفكرة، واما ملكته الشعرية فقد كان يتغلب عليها طابع التقليد والنهج البسيط في تركيبته الصورية.
له الكثير من القصائد التي خلّدها التاريخ يرثي فيها أهل البيت (عليهم السلام)، فضلاً عن قصائد يرثي فيها أبناء مدينته كربلاء المقدسة.
توفي الشيخ جمعة بن حمزة سنة (1350 هـ) (1931م)، في مدينة كربلاء المقدسة، تاركاً خلفه العديد من النتاجات الفكرية العريقة.
المصدر: راجع كتاب البيوتات الأدبية في كربلاء، موسى إبراهيم الكرباسي إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 24- 28.