اشتهرت مدينة كربلاء المقدسة كسائر المدن العراقية الأخرى بانتشار مهنة التمريض فيها والتي عمل أصحاب تلك المهنة على خدمة أبناء المدينة ومعالجة بعض الجروح والإصابات التي تصيبهم.
وذكر المؤلف مرتضى الاوسي في سطور الصفحة (١٩٩-٢٠٠) من كتابه الموسوم (تاريخ الطب في كربلاء)، إن" مدينة كربلاء تشتهر بوجود الكثير من المضمدين المحترفين فيها الذين عملوا لسنوات طويلة على خدمة الأهالي من خلال وصف الدواء ومعالجة المصابين منهم، وكانت تلك المحال مفتوحة ومنتشرة في أزقة المدينة لسنًوات، لتعالج الكثير من الأمراض والإصابات ومنها استخراج المواد التي تدخل جسم الأنسان وتسبب الازعاج له مثل قطع الرمل الصغيرة التي تدخل في عينه فضلاً عن معالجة المصابين بالكسور والرضوض وزرق الابر ومعالجة الحروق وغيرها، وكان هؤلاء الممرضين يعالجون الفقراء بالمجان".
وأضاف الاوسي إن " من أشهر الممرضين في المدينة الحاج المرحوم عجمي عطية البهادلي، الذي ولد في مدينة كربلاء المقدسة عام ١٩٣٧م ونشأ في منطقة العباسية الشرقية، درس الحاج عجمي في مستشفى الفرات الاوسط بمدينة الكوفة التابعة آنذاك إلى لواء كربلاء، وتخرج من دورة التمريض ليتم تنسيبه بعد ذلك إلى رئاسة صحة كربلاء، كما دخل عدة دورات في مستشفى الرمد بمدينة بغداد والذي تحول يسمى حاليا مستشفى ابن الهيثم".
وأوضح الكاتب إن “الحاج عجمي عمل في مستوصف العيون بمنطقة العباسية الغربية ومستشفى الحسيني القديم والمستوصف الباكستاني في شارع النجارين تحت رعاية السيد محمد الشيرازي لمدة عامين، وكان محله في شارع العباس ثم انتقل بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية عام 1991م إلى عمارة المسلماني في شارع الجمهورية حتى وفاته عام ٢٠٠٨م، ليرث من بعده مهنة التمريض ابنه الحاج طالب ".