أفرد مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وضمن موسوعته الحضارية الشاملة عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، فصولاً وفصول في بيان التراجم الخاصة برموز هذه المدينة المقدسة من علماء وأدباء وشعراء وغيرهم من أبناءها البارزين في مختلف مجالات العلم والمعرفة.
وذكر المحور التاريخي في الموسوعة أن "المولى (آقا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الأصل، الحائري، الشهري بالدربندي، هو فقيه، ومحقق، وخطيب فاضل"، مضيفاً أنه "ولد بحدود سنة 1208هـ/ 1868 م في (دربند) وهي قرية بنواحي طهران وتسمى بـ (باب الأبواب)، فيما نُسِب إلى (شيروان) وهي مدينة من بلاد تركستان التي أخذتها روسيا من دولة إيران".
وأشار القسم الخاص بالتاريخ الإسلامي في موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، الى أن "هذا الفقيه كان قد درس المقدمات عند علماء مولده ثم هاجر إلى قزوين واستفاد من مباحث الفقه والأصول والحديث والحكمة من أعلامها هناك، منهم الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري، والشيخ محمد تقي البرغاني، وآقا الحكمي القزويني، وغيرهم، ليشترك بعدها في الجهاد ضدّ روسيا التي غزت إيران سنة 1240 هـ /1824 م الى جانب المجاهد الطباطبائي الحائري".
ومما ذكر في باب النهضة الحسينية للموسوعة، أن "الشيخ الدربندي قد رجع بعد ذلك إلى كربلاء وتصدّى للتدريس وطال مكثه هناك، فكان من أجلّاء علمائها، وناصب (البابية) أيام ظهورهم في كربلاء وحاولوا إغتياله في داره فدافع عن نفسه إلى أن هرب، لكنّه جرح جراحاً بالغة في وجهه فخرج إلى إيران وأقام بطهران، حيث وعظ ودرّس فيها، وأرتقى المنبر خلال أيام عاشوراء، بحيث أنّه كان يغشى عليه وهو على المنبر لشدّة تأثّره بمصابه سيد الشهداء (عليه السلام)".
يذكر أن من بين أبرز آثار المولى آقا بن عابد، هو "إكسير العبادات في أسرار الشهادات"، وشرح منظومة "الدُر النجفية" في الفقه للسيد محمد مهدي بحر العلوم، ورسالة عملية بالفارسية في التقليد والطهارة والصلاة، و"خزائن الأصول"، وغيرها، حتى وافته المنيّة بطهران سنة 1285هـ/1868 م ونقل إلى كربلاء فدفن في الصحن الحسيني الصغير، متصلاً بقبر السيد محمد مهدي ابن صاحب الرياض.
المصدر:
- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، الجزء العاشر، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 51-53.