شهدت كربلاء ومنذ وقت مبكر ظهور اُسرٍ علمية أخذت على عاتقها نشر فكر أهل البيت (عليه السلام) بجوار المرقد الشريف، وتشكلت فيما بعد بیوتاتها العلمية في أواخر القرن السادس للهجرة/ الثاني عشر للميلاد وما تلاه، وقد تزعم الأسر العلوية الموسوية السيد الفقيه إبراهيم المجاب (ت: ق۳ هـ/ ۹م))، فكان أول من انتقل إلى كربلاء للتقرب من المرقد الحسيني الشريف ونشر علوم أهل البيت (عليهم السلام) سنة (247هـ / 862م)، فكانوا هم أول من سكن الحائر الحسيني.
ولا يزال أحفاد هذه الاسرة موجودين حتى الآن في كربلاء، وقد تفرعت إلى عدة أسرٍ معروفة، فتفرعهم بدأ بعد محمد بن إبراهيم المجاب (ت ق 4/ ۱۰م) الذي عرف عند أصحاب النسب والرجال بالحائري، بينما كانوا يدعون أباه إبراهيم المجاب بالكوفي، ومن اولاد محمد هذا آل زحيك، وآل فائز.
ولأن أسرة إبراهيم المجاب وأعقابهم المتفرعة عنها كانت لها الأثر البارز في قيادة الحركة العلمية في كربلاء ونشأتها ومن ثم تطورها حتى صارت مدرسة معروفة بين مدارس الفكر والعلم في ذلك الوقت، سنذكر أشهرهم باختصار تباع وضمن التسلسل الزمني، وهم كالتالي:
أسرة آل زحيك تنسب هذه الأسرة إلى السيد يحيى بن منصور بن محمد بن أبي الحارث الموسوي وأول من عرف في كربلاء من هذه الأسرة هو أبو محمد عبد الله بن أبي الحرث محمد بن علي المعروف بابن الديلمية (ت ق 5 هـ / ۱۱ م) كان فقيه نسابة معروف في كرخ بغداد، ثم انتقل إلى كربلاء وصار عقبه فيها من أربعة رجال جميعهم أعلام في الفضل والعلم، واشتهر من أصلابهم نفر امتهنوا العلم والمعرفة، وهم:
أبو الحرث محمد بن عبد الله من ولد آل زحيك يحیی، من أعلام القرن السادس للهجرة / الثاني عشر الميلادي.
۲. علي الحائري بن عبد الله (ت: ق 6هـ / ۱۲ م) وهو جد آل دخينة بن أحمد بن جعفر علي الحائري، ومن أعقابه الأعلام في كربلاء السيد جعفر بن حمزة بن جعفر بن دخينة.
٣. النفيس بن عبد الله (ت: ق 6هـ/ ۱۲ م)، ويقال لولده بني النفيس في كربلاء، ومنهم الشريف الفاضل الأديب أبا عبد الله محمد بن أبي القاسم بن النفیس الحسيني الكربلائي، الشهير ببلاد المغرب بالعراقي وهو من أعيان القرن الثامن للهجرة الرابع عشر للميلاد)، قال فيه ابن بطوطة: «الشريف الفاضل أبي عبد الله محمد بن أبي النفیس الحسيني الكربلائي الشهير ببلاد المغرب بالعراقي».
4. أبو السعادات محمد بن عبد الله (ت: ق 6هـ / ۱۲ م) ويقال لولده آل أبي السعادات، واشتهر من هذه الأسرة الأديب الحسن بن عبد الله بن حمزة بن سعد الله بن أبي السعادات الحسيني العبدلي (ت:۷۰۷هـ / ۱۳۰۷ م))، رآه ابن الفوطي في تبريز سنة (۱۳۰۷/۱۷۰۷ م) كان أديبا فاضلا وعمل في التجارة لمدة طويلة، وكثيرا ما كان يتردد إلى بلاد الشام وفارس لهذا السبب.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج4، ص45-48.