نشرت موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة ضمن الجزء التاسع من محورها التاريخي في قسم الوثائق العثمانية للتاريخ الحديث والمعاصر الصفحة (109)، تفاصيل وثائقية ابتدأت من معاناة مدينة كربلاء والحصار المفروض عليها والهجمات الباغية في عهد والي بغداد نجيب باشا.
وذكرت الموسوعة، انه "بناءً على محضر جلسة التحقيق مع بعض المتورطين في احداث كربلاء بتاريخ رمضان 1842م، ان والي بغداد اصدر بيانات في الأيام الأولى من الحصار تحت عنوان ( نداء الى أهالي المدينة ) وعادةً ما كان يتم ابلاغ هذه البيانات الى اعيان المدينة، في الجلسات التي كانت تقام غالباً في بيت السيد كاظم الرشتي واحياناً أخرى في بيت ظل السلطان".
وأضافت "على وفق التقارير المتوافرة ان الوالي كان قد طلب ان يسمح أهالي كربلاء بدخول قوات عسكرية الى المدينة في حدود حامية واحدة وان يتم الانصياع كذلك الى الضابط المعيّن من قبل نجيب باشا".
وتابعت الموسوعة "على الرغم من كل هذا، فأن الرواية الوثائقية للمتن المكتوب لهذا التحقيق تفيد بأن ( عدم قبول الأوامر المذكورة، كان رأي الأهالي مجتمعين ) ، وان هذه الرواية جديرة بالمقارنة بما كتبه نجيب باشا قبل الحادثة على وفق شهادة نجيب باشا نفس، ان (الأهالي يقبلون من شاءوا من الولاة المعينين ويرفضون من شاءوا منهم).
وبينت ان "المكانة المميزة لمدينة كربلاء اخذت في الاعتبار، مقارنة بسائر مدن العراق الأخرى من حيث تواجد الشعوب المختلفة وإقامة مجالس التعزية وعدد الزوار الضخم ومثل هذه الأمور فأن الأهالي كانوا يرون ان حاكم المدينة يجب ان يكون لديه خصائص فكرية وسلوكية معينة؛ ليتمكن من جمع العشائر والجماعات المختلفة من أهالي المدينة"
وأشارت الموسوعة في الصفحة ذاتها الى انه" بناءَ على ذلك فلا يمكن اعتبار المطلب العام فيما يخص تعيين حاكم المدينة، بأنه تمرد وعصيان لدرجة ان تتعرض المدينة لمثل هذا الهجوم الوحشي.