في خطوة تعكس أهمية العراق كمركز للحضارات الإنسانية والتراث الإسلامي، نظم مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة بالتعاون مع كلية الآثار في جامعة القادسية اليوم الخميس 12-12-2024، ندوة علمية تحت عنوان ( طريق الحج الكوفي _تتبع منازل مسير الإمام الحسين إلى كربلاء)، الندوة، التي أقيمت في مقر المركز، استقطبت اهتماماً محلياً ودولياً من قبل نخبة من الأكاديميين والخبراء المتخصصين في التراث الإنساني والتاريخ الإسلامي.
شهدت الندوة حضور شخصيات علمية بارزة، منها الباحث التاريخي الدكتور اندرياس نيمارك من جامعة كامبريدج، والدكتور ريتشاد وايلدنك من الاكاديمية البريطانية والدكتورة ايلا ايجبتس من جامعة بروكسل، والأستاذ أحمد حسن، مدير مفتشية آثار محافظة كربلاء، والدكتور علي أحمد عبد اللطيف، مدير آثار محافظة صلاح الدين بالإضافة الى عدد من عمداء الكليات والباحثين والاكاديميين العراقيين المتخصصين في التراث والتاريخ.
ركزت الندوة على تقديم دراسات وأبحاث تعريفية بالطريق التاريخي الذي سلكه الإمام الحسين (عليه السلام) خلال رحلته من مكة المكرمة إلى كربلاء، وهو طريق الحج الكوفي او مايعرف ب(طريق زبيدة )، وناقش الباحثون أهمية هذا الطريق كمسار يحمل دلالات تاريخية وروحية عميقة تعكس أبعاد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) ومواقفه الخالدة، كما شهدت الندوة تفاعلات ثرية ومداخلات من الحضور، حيث تم تبادل الأفكار والرؤى حول السبل الممكنة للحفاظ على هذا الإرث وتحويله إلى مورد ثقافي وإنساني وتوثيقه تاريخياً.
سعت الندوة إلى تحقيق أهداف رئيسية، أبرزها إدراج طريق الإمام الحسين ضمن قائمة التراث غير المادي لليونسكو، وهو ما يعكس قيمته التاريخية والدينية على المستوى العالمي ويجعله شاهداً على حقبة مفصلية في التاريخ الإسلامي، كما تضمنت الجهود التركيز على تطوير المنازل والمواقف التي توقف عندها الإمام الحسين (عليه السلام) وتحويلها إلى وجهات سياحية دينية، مع التأكيد على أهمية الاعتناء بها لتعزيز جاذبيتها واستقطاب الزوار.
أكد الحاضرون على الدور الرائد الذي يلعبه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في حفظ التراث الإسلامي وإحيائه، وفي هذا السياق، صرح مدير المركز الأستاذ عبد الأمير القريشي خلال الندوة قائلاً: "نحن ملتزمون بتحويل تراث الإمام الحسين (عليه السلام) إلى محور عالمي للحوار الثقافي والإنساني، حيث يعكس هذا التراث مبادئ العدل والتضحية التي تمثل قاسماً مشتركاً بين جميع الشعوب".
من جانبه، أعرب الدكتور والدينك من جامعة كامبريدج عن إعجابه بالجهود المبذولة في العراق للحفاظ على تراثه الديني والإنساني حيث صرح ان إدراج طريق الإمام الحسين في قائمة التراث العالمي سيمثل إنجازاً حضارياً كبيراً كما ركز على الأبعاد التاريخية والثقافية والروحية للطريق.
تأتي هذه الندوة كجزء من سلسلة مبادرات يقودها مركز كربلاء للدراسات والبحوث لتعزيز الوعي بالتاريخ الإسلامي وحماية المواقع الدينية من الإهمال، ويمثل التعاون بين المركز والمؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية، خطوة هامة نحو تحقيق رؤية شاملة لإبراز العراق كمنارة للتراث الإنساني، في ختام الندوة، تم التأكيد على أهمية تحويل التوصيات إلى خطط عمل قابلة للتنفيذ، بما يضمن توثيق طريق الإمام الحسين (عليه السلام) والحفاظ عليه كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية العراقية والإسلامية.