في إطار جهوده لتعزيز التوعية المجتمعية ومواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، نظم مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة ندوة تحت عنوان "الظواهر السلبية الدخيلة في المجتمع"، جاءت هذه الفعالية بالتعاون مع مديرية تربية كربلاء/ قسم الإعداد والتدريب وقسم الاشراف الاختصاص ، وقسم مكافحة إجرام كربلاء في مديرية شرطة كربلاء،واستضافتها قاعة إعدادية مدينة العلم للبنين،شهدت الندوة حضورعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم مستشار محافظ كربلاء للشؤون الأمنية، ومدير حقوق الإنسان في مكتب وزير الداخلية، ومدير المفوضية العليا لحقوق الإنسان في المحافظة، إضافة إلى ممثلي قسم الشرطة المجتمعية ونخبة من الشخصيات الاكاديمية والامنية.
افتتحت الندوة بجلسة ناقشت أبرز الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع، مع التركيز على آثارها السلبية وسبل مواجهتها، كان التسرب الطلابي، خطر المخدرات، الابتزاز الإلكتروني، والألعاب الإلكترونية التفاعلية، أبرز المحاور التي تناولتها الكلمات والمداخلات المقدمة من المشاركين.
ألقى العميد علاء الحسناوي، مدير مكافحة الإجرام في كربلاء، كلمة تفصيلية تناول فيها خطورة التسرب الطلابي، موضحًا أنه يمثل تهديداً كبيراً لمستقبل الشباب من خلال انقطاعهم عن التعليم وانخراطهم في بيئات قد تعرضهم للانحراف والجريمة، كما تحدث عن خطر المخدرات، التي وصفها بأنها من أخطر التحديات التي تهدد النسيج الاجتماعي وتستهدف الفئات الشابة بشكل خاص، في السياق ذاته، سلط الضوء على الابتزاز الإلكتروني، مشدداً على أهمية التوعية المستمرة لحماية الشباب من هذا التهديد الذي تفاقم مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا،وختم حديثه بالتحذير من الألعاب الإلكترونية التفاعلية، موضحاً أن بعضها يحتوي على مخاطر خفية تؤثر على الصحة النفسية والسلوكية للشباب.
من جهته، أوضح الدكتور حيدر الكربلائي، ممثل مركز كربلاء للدراسات والبحوث، أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة من النشاطات التي ينظمها المركز بهدف تعزيز الوعي المجتمعي ومواجهة الظواهر السلبية بأساليب علمية ومنهجية،وأكد أن المركز ملتزم بالتفاعل مع القضايا المجتمعية من خلال بناء شراكات فعالة مع مختلف الجهات لتحقيق أثر إيجابي ومستدام في معالجة هذه الظواهر.
في ختام الندوة، ألقى الدكتور جواد المسلماني، المعاون الفني لمدير تربية كربلاء، كلمة أعرب فيها عن شكره العميق لمركز كربلاء للدراسات والبحوث على تنظيم هذه الندوة، كما أثنى على جهود جميع الجهات المشاركة، مشدداً على أهمية العمل الجماعي في مواجهة التحديات التي تؤثر على البيئة التعليمية والاجتماعية، ومؤكدًا أن التعاون بين المؤسسات المختلفة هو السبيل الأمثل لإيجاد حلول فعالة ومستدامة.
تميزت الندوة بحضور لافت من طلبة الإعدادية، حيث أتاحت لهم فرصة المشاركة في النقاشات وتبادل الآراء حول القضايا المطروحة، وشكلت الندوة فرصة لتعزيز الوعي بين الطلاب وإطلاعهم على الآليات الوقائية التي يمكن أن تساعدهم في مواجهة التحديات التي قد يواجهونها في حياتهم اليومية.
توجت الندوة بتوزيع شهادات تقديرية على الحاضرين، تقديراً لدورهم في إنجاح الفعالية وإسهامهم الفاعل في تحقيق أهدافها، مثلت هذه الخطوة إشارة رمزية على التقدير الكبير الذي يوليه المركز للمشاركين والتزامه بالعمل التشاركي لتعزيز الاستقرار المجتمعي.
يذكر ان الندوة خرجت بتوصيات تهدف إلى تفعيل برامج التوعية في المدارس، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المختلفة، وتنظيم ورش عمل دورية لتثقيف الطلبة وأولياء الأمور حول مخاطر هذه الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع وهو مايعكس التزام مركز كربلاء للدراسات والبحوث بمسؤوليته تجاه المجتمع، وسعيه الحثيث لتسليط الضوء على القضايا التي تؤثر على استقراره، مع توفير الحلول الممكنة بالتعاون مع الشركاء من مختلف القطاعات.