لطالما تميزت كربلاء عن المدن الكثيرة التي كانت تحت راية العثمانيين بأنها كانت عصية وهادرة على السياسات الخاطئة للعثمانيين وولاتهم طوال فترة حكمهم والذي استمر خمسة قرون وحدثت في تلك الحقب معارك ووقائع وانتفاضات كثيرة ومن جملة الاحداث هي حادثة المناخور وهي من اشهر الحوادث التي مرت على كربلاء وذلك في عهد الوالي داود باشا التي استمرت وقائعها وحصار كربلاء فيها اربع سنين من سنة 1241هـ حتى 1245هـ ، ومن اهم الوقائع التي حصلت قبيل حادثة المناخور والتي كانت سبباً لها هي واقعة الهيابي وهي واحدة من اعظم الوقائع واشدها هولاً، استمر القتال فيها لساعات طويلة ووقعت فيها خسائر جسيمة من الطرفين فقد جُوبهت الحملة العثمانية على المدينة بصمود وبسالة مما أدى إلى جرح قائدها (صفوق)وهذا ما جعل داود باشا يرسل إلى أمير إسطبله سليمان المناخور لقهر الكربلائيين، وكان هذا القائد خبيراً بفنون القتال وقاد معارك كثيرة بنجاح، وسبق له اخماد ثورات عدة مدن ،فقاد قوة كبيرة مزودة بالمدافع والقنابل قدرت بألف وخمسمائة جندي فلما وصلت هذه القوة إلى أطراف كربلاء عسكرت في الحر على مسافة خمسة كيلو مترات، فقطعت الماء عن المدينة، ولما شرعت في مهاجمتها تصدى لها الكربلائيون وقاتلوها قتالاً عنيفاً وسقط الكثير من القتلى من الطرفين ويقال أن جثث القتلى غطت أرض الحر والهيابي.
انظر
عبد الحسين الكليدار آل طعمة ، بغية النبلاء في تأريخ كربلاء، مركز كربلاء للدراسات والبحوث،ط1، 2014 ،ص56