شهد مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إعادة إعمار كبيرة عام 283هـ، على يد محمد بن زيد بن الحسن بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) المعروف بـ "الداعي الصغير".
كان محمد وأخوه الحسن بن زيد، الملقب بـ "الداعي الكبير"، قد ثارا على الدولة العباسية سنة 250هـ، ونجحا في إخراج طبرستان من قبضتها. وبعد وفاة الحسن عام 270هـ بعد أن حكم طبرستان زهاء 20 عاماً، أمسك اخوه محمد بزمام الأمور.
خصص الداعي الصغير سنويًا 32 ألف دينار تُرسل إلى قاضيه في العراق لتوزيعها على العلويين في النجف وكربلاء. وفي عام 283هـ، أمر بإكمال بناء الروضتين (العلوية والحسينية)، فتم تشييد قبة مرقد الإمام الحسين، ومسجد، وسور يحيط بالحائر، إلى جانب بناء عدة دور للزوار.
أثارت هذه الأعمال قلق بعض العباسيين، فرفعوا الأمر إلى الخليفة المعتضد، لكنه رفض التعرض له، مدعيًا رؤيا في المنام أمره فيها الإمام علي (عليه السلام) بإكرام العلويين وعدم التعرض لهم.
استمر محمد في دعم العتبات حتى قُتل في معركة مع جيش عمر بن ليث قرب جرجان عام 283هـ. وقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام) حديث عن رجل يُقتل بعد أن يبني سورًا على قبر الإمام يضم سبعين إيوانًا، وهو ما تحقّق في عهد محمد بن زيد.
المصدر: محمد باقر مدرس بستان آبادي، مدينة الحسين (ع)، تعريب مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 224 وما بعدها.