بقلم/ محمد طهمازي
عوائل كاملة من الأب والأم والأولاد يمشون على طريق أربعينية الإمام الحسين عليه السلام نحو كربلاء المقدسة.. مشاهد صرنا نراها بكثرة في السنوات الأخيرة لكن وسائل الإعلام غفلت عن هذا الأمر ولم تعطه حقه من الاهتمام والتغطية لهذا التطور الكبير في الوعي العقائدي لدى "مشاية" الأربعين وتحولهم بالتدريج من مسيرة "الحملات" كما في السفرات داخل العراق وخارجه سواء كانت لغرض ديني أم لغرض سياحي، إلى المسيرات الدينية العائلية. حيث صرنا نرى ما كان نادرًا جدًا في السابق وقد صار اليوم ظاهرة في حالة من التوسّع عامًا بعد آخر الأمر الذي يشير إلى تجذُّر هذه الشعيرة الحسينية الأكبر داخل القيم المجتمعية والروحية في الأسرة وتحولها إلى طقس عائلي بعدما كانت طقسًا مجتمعيًا على مستوى الأفراد والجماعات.
حين ترى أسرة بكاملها حتى الأطفال الصغار، وأحيانًا تجد فيها الأجداد كذلك، تعود بك الذاكرة لاصطحاب الإمام الحسين عليه السلام وقسم من أصحابه لأسرهم معهم ليكونوا تعبيرًا عن نهضة التلبية لنداء الثورة ضد الظالم الأموي ثم منصات إعلامية تصدح بقضية الحسين عليه السلام على طول طريق السبي ثم طريق العودة.
إن اصطحابك أهلك معك في زيارتك وخصوصًا في طريق أربعينية الإمام الحسين تعبير قوي عن تلبيتك لنداء الحسين عليه السلام "هل من ناصر ينصرني .. هَلْ مِنْ ذَابٍّ يَذُبُّ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله هَلْ مِنْ مُوَحِّدٍ يَخَافُ اللَّهَ فِينَا هَلْ مِنْ مُغِيثٍ يَرْجُو اللَّهَ بِإِغَاثَتِنَا هَلْ مِنْ مُعِينٍ يَرْجُو مَا عِنْدَ اللَّهِ فِي إِعَانَتِنَا" وكأنك تقول للإمام الحسين عليه السلام : لبيك يا بن رسول الله جئت أفديك بنفسي وعيالي.. وسلام على الحسين!