ضمن أجواء شهر صفر الخير وزيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام أقام مركز كربلاء للدراسات والبحوث ندوة تحت عنوان "شخصية الإمام الحسين عليه السلام وأبعادها الغيبية" اشتملت على محاضرتين ألقاهما تباعًا سماحة السيد عماد الطالقاني والأستاذ عبد الأمير عزيز القريشي.. تطرقا فيهما لجوانب مهمة في شخصية الامام الحسين عليه السلام وقضيته..
وأشار السيد الطالقاني إلى الجهود المحمومة التي بذلتها قوى الطغيان للتشويش على ثورة الإمام الحسين عليه السلام ومحاولات تحريفها وحرفها عن مسارها الصحيح عبر وسائل الإعلام والأقلام المأجورة التي تعمل على التشكيك بأسباب الثورة وحتى تفاصيلها ولكنها فشلت كما كل المحاولات التي سبقتها في العهود الماضية وما تزال قضية الإمام الحسين تتفاعل وتتوهج وتزداد صلابة ورسوخًا في قلوب المؤمنين.
وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت استخدام أساليب جديدة تتستر خلف شعارات الحداثة والتجديد محاولة طمس هيكلية واقعة كربلاء وتحويلها إلى قصة أخرى توجهها الى مسارات وأهداف مختلفة بمدعيات كون الإمام الحسين عليه السلام ما كان في قلة قليلة وإلا لماذا جيّش الحكم الأموي الآلاف المؤلفة لقتاله متناسين ما حصل لرسول الله صلى الله عليه وآله في معركة بدر الكبرى يوم حشدت له قريش المشركة الآلاف وهو في نفر قليل من المقاتلين كما عاد بذاكرتنا الى ما حصل بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة حينما دس النظام السم للمرجع السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره واستنفر النظام كل قواته وحشد مؤسساته الأمنية والحزبية لمواجهة تشييع جنازته حيث أن في كل الحالات يحضر ثقل الشخصية الروحانية لصاحبها وما تحدثه من تأثيرات غيبية في نفوس الناس تتعارض مع الرؤية المادية للسلطات الظالمة..
وأوضح بأن هنالك جانب إعلامي مهم يتغافل عنه البعض قصدًا ويحاولون إيجاد هفوات إن لم نقل أخطاء يدخلون من خلالها لتحويل الواقعة كحادثة جاءت نتيجة سوء تقدير في جانب اصطحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام لعائلته معه وتعريضهم لما تعرضوا له, بينما كان الإمام يعرف أنه مقتول في كربلاء بوحي جبريل للنبي وبأحاديث النبي صلى الله عليه وآله لأم سلمة رضوان الله عليها وللإمام علي عليه السلام وأحاديث أمير المؤمنين بدوره, فالقصدية كانت موجودة من قبل الإمام الحسين عليه السلام ليحقق الجانب الآخر من الثورة وهو الجانب الإعلامي لأن ثورة من دون إعلام كأنها لم تكن.. لقد كانت زينب عليها السلام والامام زين العابدين عليه السلام وحتى الأطفال منصات إعلامية كان لها الدور الأعظم في نشر قضية الحسين عليه السلام ومظلومية أهل البيت وفضح كفر بني أمية ومن والاهم وحجم المؤامرة التي حيكت للقضاء على ثورة الرسول ورسالته ودينه.