يشكل الأدب الحسيني (ثلث الشعر العربي) لقد دخلت شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) ضمائر الإنسانية جميعاً (سياسيون -قادة حرب -مفكرون وشعراء وفلاسفة وروائيون ورؤساء دول وثوار وغيرهم) وقد تكلم حوله كبار الفلاسفة واهل العلم فهو أكثر شخصية عالمية شغلت الناس وملأت الدنيا منذ مئات السنين وبقيت ثورته خالدة ومتجددة ومعطاءة لحد الان في الوقت الذي نسى العالم الحروب العالمية والأحداث التاريخية لكن الحدث الحسيني بقي خالداً في ضمائر الناس وعقولهم ونفوسهم وكلما يطل علينا شهر محرم الحرام ترى النفوس والقلوب والأعناق وحرارة الحب الحسيني تنبض في قلوب العالمين لا تبرد أبداً، كما قال النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، (ان لمقتل ولدي الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد ابداً).
ان واقعة الطف عاشت وتعيش حية في ضمير كل الأحرار من الأنبياء والمرسلين واولياء الله الصالحين ان قضية الحسين قضية محورية في النظام العالمي والكوني وذلك لعمقها الفكري والنفسي.
تمثل معركة الطف الصراع بين الخير والشر لقد تمثل الحق بالحسين (عليه السلام) وتمثل الشر بيزيد الذي رمى الكعبة المشرفة بالمنجنيق لذلك كان فعل الإمام الحسين (عليه السلام) الخالد عندما وقف بوجه هذا الطاغية... وكان فعلاً إسلامياً خالداً بمستوى الظلم الكبير والطغيان والاستبداد للحاكم الأموي.
ان الحسين نهج ومشروع حياة عادلة وليس منهج بكاء وحزن وانما هو رمز وراية للحق والعدل قضي كل عصر حين يقابله يزيد.... والحسين حسين العراق والأمة وهو الذي يحفظ وحدتها وكرامتها واستقلالها فالحسين والعراق لا ينفصلان فهو رمزنا في الإصلاح والحرية وهو بوصلتنا إذا ضاع الهدف ووهنت الإرادة ولبسنا أخلاق الهزيمة وعصفت بنا رياح التدهور والضعف والقابلية للاستعمار.