نشرت مجلة رسالة الشرق الثقافية الأدبية الجامعة الشهرية الصادرة عن مدينة كربلاء المقدسة في عددها الرابع الخاص بشهر رمضان المبارك لعام 1373هـ، مقالاً للأديب محمد علي الشاوي تمحور حول شخصية الامام علي "عليه السلام".
وذكر الاديب محمد الشاوي "لا اراني مبالغاً إذا قلت بان شخصية الامام علي بن ابي طالب عليه السلام شخصية فذة جمعت من الفضائل والمكارم ما لا تعد ولا تحصى فهي شخصية حق لها ان تكون فوق مستوى البشر فمهما بلغ الكاتب من المعرفة والعلم وسعة الاطلاع لا يستطيع ان يعرف صفاته ومزاياه فهو نابغة الإسلام بل نابغة العالم كله في جهادة واقدامه وجهاده وقوته وزهده وتقواه وعبادته وثبره وسياسته وعدله"
وأضاف "وجدناه الشجاع المقدام والبطل الضرغام فمبيته على فراش النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وقريش محيطون به وقتله الابطال في وقعة بدر وثبوته مع النبي يوم احد ومبارزته لعمرو بن عبد ود يوم الخندق وقتل مرحب يوم خيبر وحروبه في صفين والجمل والنهروان خير دليل وبرهان على شجاعته"
وبيّن الاديب محمد علي الشاوي زهد الامام علي عليه السلام بالقول "اما زهده في الدنيا فكان يأكل من الطعام ما جشب ويلبس من اللباس ما خشن فمن كلامه (أأبيت مبطانا ورب أمرأة في اليمامه لا عهد لها بالشبع أأكون أمير المؤمنين ولا اواسيهم من شظف العيش) ولما أتي اليه بمال الخراج والغنائم فكوم كومة من ذهب وأخرى من فضة وقال (ياحمراء ويا بيضاء غري غيري) وانشد يقول :
هَذا جَناي وَخَيارَهُ فيه
وَكُلُّ جانٍ يَدَهُ إِلى فيه
وفي الإشارة الى علم الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام وفصاحته فقال الشاوي في كلمته "اما علمه فأنه بلا شك العالم الرباني والسيد الصمداني درس في مدرسة الرسول الأعظم وتخرج منها عالماً بأصول القضاء والفقه فرسالته في القضاء وتفقهه في الدين وحله المسائل المعقدة على المنابر ارتجالا قد حيرت العقول والالباب، اما بلاغته وفصاحته فحدث عنها ولا حرج فكتاب نهج البلاغة يعتبر المعجزة الخالدة للإمام علي عليه السلام وقيل عنه (دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق)"