من هو المختار؟
نشأ المختار في أسرة عريقة، فوالده: أبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عُمير وهو ثقيف وأمه: دَومَة بنت عمرو بن وهب بن معتب، وكانت من ربّات الفصاحة والبلاغة والرأي والعقل (1).
مكانته الاجتماعية
كان المختار ذا مكانة اجتماعية راقية، وقد وصفه ابن عبد البر بقوله: (كان معدوداً من أهل الفضل والخير) (2) وهو أحد وجوه الشيعة في المجتمع الكوفي وقد تعرض للاعتقال مع أربعة عشر نفراً من وجهاء الكوفة بسبب موالاتهم وتشيعهم لأهل البيت عليهم السلام وكان ذلك أثناء تولي زياد بن أبيه الإمارة على الكوفة ومما يشير إلى مكانته في المجتمع الكوفي نزول مسلم بن عقيل في داره حينما قدم الكوفة سفيراً للحسين عليه السلام.
علاقة المختار بأهل البيت (عليهم السلام)
كان المختار قديم الصلة بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ نعومة أظافره، فتربى عندهم ونشأ بينهم لأنه قد انتقل إلى المدينة مع أبيه، في زمن عمر، وتوجه أبوه إلى العراق فاستشهد يوم الجسر، وبقي المختار في المدينة، منقطعاً إلى بني هاشم (3) وقد توسم فيه الإمام علي عليه السلام منذ صباه الفطنة والذكاء، فكان يجلسه على فخذه ويمسح رأسه، ويقول له: (يا كَيس... يا كَيس) (4)
إعلان ثورة المختار
استطاعت شخصية المختار الفذّة أن تجمع أكثر الناس المعارضين للدولة الأموية وللدولة الزبيرية وكان الجو مشحوناً بالتوتر ضد والي ابن الزبير الذي استعان بقتلة الإمام الحسين عليه السلام في الإدارة لشؤون الكوفة، فاستغل المختار هذه الأجواء للانطلاق من خلالها بالثورة، فحدّد تاريخ الرابع عشر من ربيع الثاني موعداً لإعلان ساعة الصفر فاستولى المختار على قصر الإمارة وسيطر على كامل أرض الكوفة بعد أربعة أيّام من الكر والفر، وجلس في القصر، واجتمع عليه الناس للبيعة فلم يزل باسطاً يده حتى بايعه خلق من العرب والسادات والموالي (5) وبعد أن سيطر على الكوفة بشكل كامل، أرسل العمّال والولاة إلى نواحي الكوفة والمناطق التابعة لها وفرّق العمّال بالجبال والبلاد (6).
أقوال الأئمة (عليهم السلام) فيه (رحمه الله)
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((ما امتشطت فينا ولا اختضبت هاشمية حتى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الإمام الحسين (عليه السلام)) (7).
1- (أعلام النساء: ج1، ص421).
2- (الاستيعاب (القسم الرابع): ص1465).
3- (الأعلام: ج8، ص70).
4- (معجم رجال الحديث: ج18، ص95).
5- (بحار الأنوار: ج45، ص361).
6- (بحار الأنوار: ج45، ص366).
7- (سفينة البحار: ج1، ص435).