ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
لماذا خلق الله الإنسان على نظام يسعد إن عرفه وصدق برسالته وعمل للنشأة الأخرى ويعاني إن لم يفعل ذلك، فيلقى بالمعرفة والخير خيراً وبالجهل والشر عناءً وشراً، مع أنه غني عن الإنسان وطاعته وحسن سلوكه.
والجواب عن ذلك: إن النظام الذي خلق عليه الإنسان هو مقوم لهذا الكائن الخاص، فلولاه لم يكن الإنسان إنساناً.
فالإنسان مخلوق على نظام يحتاج إلى الشعور بالله سبحانه ويمثل ذلك بعداً من أبعاد وجوده، وقد غرز فيه هذا الشعور، وإذا لم يستجب لهذا الشعور فقد اعتداله وسلامته ووقع في تخيلات وأوهام زائفة، كما أنه لو أخطأ فعبد كائنات غير مؤهلة أو وهمية فإنه يقع في مثل تلك التبعات السلبية.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 118.