8:10:45
عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على "المباهلة" كنموذج لوحدة الأسرة المؤمنة في مواجهة التحريف... "البالغون الفتح في كربلاء" يستخلص الحقيقة عن واقعة الطف حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!! بمناسبة حلول شهر محرم الحرام... مركز كربلاء للدراسات والبحوث يتشح بالسواد ويبدأ موسم الأحزان من جدران المختار إلى مشاريع البنى التحتية... التحولات الحضارية لمدينة كربلاء المركز يقيم ندوة علمية بعنوان "المياه في محافظة كربلاء المقدسة المشاكل والحلول" الإقرار بالربوبية ثم الاستقامة ... محمد جواد الدمستاني مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم ندوة حوارية تحت عنوان "أثر العمل في تعزيز الوعي المجتمعي ومكافحة الأفكار المتطرفة" "ملكنا فكان العفو منا سجيةً"... ديوان "حيص بيص" في مكتبة مركز كربلاء دعوة ... الندوة العلمية الإلكترونية الموسومة:  (المباهلة والأسرة المؤمنة: وحدة الموقف في زمن التحدي) عبر ندوة إلكترونية متخصصة... مركز كربلاء يسلّط الضوء على إعجاز الإمام علي "عليه السلام" في فن الإدارة والقيادة مركز كربلاء للدراسات والبحوث يصدر كتاباً يوثق الذاكرة المحلية للحمّامات الشعبية في المدينة تناس مساوئ الإخوان تستدم ودّهم ... محمد جواد الدمستاني بين فيضانات الشرق وجفاف الغرب... جدلية الطبيعة في قلب كربلاء المقدسة في ندوة علمية متخصصة... مركز كربلاء يفتح ملف أزمة المياه على طاولة البحث والنقاش فقيه العراق وإمام إيران... الرحلة العلمية للشيخ البهبهاني بين كربلاء والكاظمية وكرمانشاه من "كفن نويس" إلى إنارة الروضة الحسينية... حكاية أسرة خدمت الحرم والتاريخ مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث تحتضن نسخة أصلية من كتابٍ هندسي بارز يعود لعام 1956 الغطاء النباتي في كربلاء... بين قسوة المناخ وسحر التوازن البيئي دعوة 
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
09:25 AM | 2025-06-23 232
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

حين كانت خندقاً دفاعياً حصيناً... كربلاء كما لم تعرفها من قبل!!

في عمق الجغرافيا الروحية والتاريخية للعراق، تستقر مدينة كربلاء ليس فقط كموطن لأقدس تضحيات الإسلام، بل أيضاً كفسيفساء لغوية وتاريخية متعددة التسميات والأبعاد.

ومن أبرز التسميات التي تناولها كبار المؤرخين واللغويين عن مدينة سيد الشهداء "عليه السلام"، هي "الطف"، و"طسج النهرين"، و"بوابة السواد"، وغيرها من الأسماء التي تكشف عن دور المدينة كمحطة استراتيجية وثقافية عبر العصور.

ويروي المؤرخ والأديب الشهير "ياقوت الحموي" أن "الطف" من الأسماء القديمة لكربلاء، مبيّناً أن معنى الكلمة في لسان العرب يشير إلى كل أرض مرتفعة تشرف على ريف العراق، وبما أن كربلاء كانت تطل من مرتفعات بابل على وديان العراق الخصبة، فقد عُرفت بهذا الاسم.

أما تسمية "طف الفرات"، فكانت تدل على ضفاف النهر، أي الشاطئ الغربي الذي سكنه النبل والرماد والماء.

ويرى آخرون أن اسم "الطف" جاء من طبيعة الأرض التي تعلو ما حولها، وهي تمتد – بحسب بعض الروايات – من الأنبار إلى الحيرة، مما يعزز فرضية إشراف كربلاء جغرافياً على الأرض المعروفة بـ "السواد".

وفي تحول دلالي آخر، تشير كتب التاريخ إلى أن كربلاء عُرفت أيضاً باسم "طسج النهرين"، حيث يفسر المؤرخون هذه التسمية بسبب وقوع المدينة بين نهر الفرات وخندق دفاعي ضخم حفره الملك الساساني "سابور" قبل الإسلام بحوالي مئتي عام، لصد هجمات القبائل العربية المتسللة من الصحراء.

وكان هذا الخندق يمتد من كربلاء إلى الإبلة في البصرة، وصولاً إلى "كاظمة" في الكويت، وقد شكل حاجزاً طبيعياً وعسكرياً على مر الزمن.

لطالما شكّلت كربلاء المدخل الطبيعي لأرض السواد، تلك الرقعة الخضراء الخصبة التي أطلق العرب هذا الاسم عليها لوفرة الزراعة والمياه. فحين كانت القبائل العربية تفد من الصحراء، لم يكن أمامها للوصول إلى بابل أو باقي الحواضر العراقية، إلا المرور بكربلاء، التي تحولت مع الوقت إلى بوابة العبور من البادية إلى الحَضَر، ومن الفراغ الرملي إلى نواة الحضارة.

واللافت أن تعدد الأسماء التي أطلقت على كربلاء لا يعكس التناقض، بل الغنى التاريخي والجغرافي والسياسي، فليست كل التسميات متساوية في الشهرة أو الاستعمال، حيث ساد بعض هذه الأسماء بسبب قدمه، وبعضها الآخر لارتباطه بأحداث محورية في تاريخ المنطقة، فكربلاء كانت دوماً جزءاً من هذا المشهد المتغير، وظلت تسمياتها المتعددة شاهدة على عصور من التفاعل الثقافي والسياسي والديني.

 

المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ القديم، ج1، 2017، ص39-40.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp