ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن هذا القول قد لا يصح على إطلاقه، بل قد يكون الموضوع تابعاً لمدى وضوح الحجة على الاعتقاد الحق ووجود الشبهة التي تكون مظنة لإيجاد فهم خاطئ لمن لم يعتقد بالحقيقة، فإذا كانت الحجة واضحةً وجليةً بحيث يثق العقلاء بعدم انبعاث هذا الإنكار عن أية شبهة محتملة فلا استبعاد لدى العقلاء في ردعه بشرطين ..
1- أن يكون لهذا الإنكار مضاعفات ضارة وخطيرة للمنکر.
2- أن يكون في تشريع المؤاخذة على الإنكار ردعاً نوعياً لهذا الإنكار.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 115.