ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
نعم قد يكون موضع الاستبعاد هو تنفيذ هذا الإلزام بعقوبة دنيوية، بمعنى معاقبة غير المعتقد على عدم اعتقاده، فإنه قد يعد أمر غير مقبول ولا عادل؛ لأن عدم الاعتقاد القلبي بما يفرض كونه حقيقة يمكن أن يكون عن عذر حقيقي يحول دون إدراكها. ومثل هذا العذر أمر داخلي لا يمكن إثباته بحجة قانونية كافية نوعا. وعليه فإن تنفيذ الإلزام بالعقيدة بعقاب دنیوی یعرض المرء إلى الظلم وتفتيش اعتقاداته الحقيقية - كما وقع في أوروبا في القرون الوسطى .
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 114.