ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
وتوضيح ذلك: أن الإيمان بالدين يشمل مرحلتين
المرحلة الأولى): البحث عن حقانية الدين وتحري الدين الحق.
ووجوب هذا الأمر على الإنسان أمر واضح وفق الإدراك العقلائي العام، بعد الالتفات إلى خطورة الحقائق الثلاث الكبرى التي يتضمن الدين البت في شأنها، فإذا كان من المحتمل أن يكون مشهد الحياة كما يصفه الدين من حيث آفاقها الغائبة والمستقبلية، وكان الله سبحانه قد بعث برسالة منه إلى عباده ينبه فيها على ذلك، وكان الإنسان يعيش هذه الحياة كفرصة اختبار - يكون حاله بعدها مرهوناً بأعماله - فمن الواجب على كل إنسان أن يتحقق من ذلك ويتحراه دون تكاسل وإهمال.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 112.