ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
أن من جملة تعاليم الدين ضرورة الإيمان بالدين الحق للإنسان في هذه الحياة، ولكن قد يقع السؤال عن مدى ضرورة ذلك وأهميته للإنسان.
والجواب عن هذا السؤال يظهر بالالتفات إلى أن المراد بالدين هو البت بالموقف الصحيح في الحقائق الثلاثة الكبرى ..
(الأولى): وجود الله سبحانه وتعالى كصانع ومدبر للكون والكائنات.
(الثانية): بعث الله سبحانه وتعالى رسالة إلى العباد تتضمن إرشاده إلى آفاق الحياة وسننها والمنهج الذي يجب عليه العمل وفقه.
الثالثة): بقاء الإنسان بعد هذه الحياة مرهوناً بأعماله فيها إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 110.