ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
من محاور استبانة اتجاه الدين في مناحي الحياة -: الدين والإيمان.
والمراد بالإيمان هو الإيمان بالله سبحانه وبرسالة صادرة منه إلى العباد يوضح فيها الحقائق الكبرى في الكون والحياة وقواعد السلوك الإنساني السليم.
إن المطلوب في الإيمان - بحسب الرؤية الدينية – العنصر الثاني.
الإذعان القلبي بها، بأن يذعن الإنسان بالحقيقة التي يعلم بها، ولا يتخذ منها في ذات نفسه موقف الجاحد والمكابر.
وذلك أن الجحود على ضربين.
جحود ظاهري في مقام الإبراز الخارجي مقرون بالإذعان الداخلي من الجاحد للحقيقة التي يجحدها.
وجحود داخلي، بمعنى أن لا يسلم الإنسان بينه وبين نفسه بالحقيقة التي وقف عليها. وهذا أمر معقول ومتحقق خارجة، فكثيرا ما يتفق أن يكابر الإنسان نفسه داخليا في تقبل تلك الحقيقة بكونها أمرة مرة ومؤلما، أو لكونه في اعتقاده خضوعا وذا، أو لغير ذلك من الأسباب، وهذا أمر معروف. فمن الواجب على الإنسان الإذعان القلب بالحقائق الكبرى، ولا يكفي العلم بها عن الإذعان القلبي.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص 109-110.