ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
إن قيمة الأخلاق والقيم الأخلاقية وآثارها تنبعث من ذاتها، فالمفروض رعايتها في جميع مجالاتها. وإذا كان الإنسان المعاصر معنياً بحقوق الإنسان، فإن من المفترض به أن يكون معنياً بحقوق الله سبحانه، لأن وجود قيمة أخلاقية للحق لن يختلف باختلاف صاحب هذا الحق، بل إذا كان الحق آکد كانت قيمته الأخلاقية أكبر بطبيعة الحال، وإذا كان حق الله سبحانه عظيما مؤكداً لمكان أنه الخالق للإنسان ولهذا المشهد الذي يعيش فيه الإنسان بكل إمكاناته وقواعده فإن رعاية هذا الحق ومقتضياته يكون كذلك أمراً مهماً و مؤثراً، وتكون آثار رعايته وعدمها أخطر، لتأثير ذلك بشكل أعمق على سعادة الإنسان وعنائه في هذه الحياة الدنيا وفيما بعدها بحسب السنن التي شن وجوده عليها .
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص101.