ان الدين فضلاً عن الحقائق الثلاث الكبرى التي ينبئ عنها -من وجود الله سبحانه. ورسالته الى الانسان. وبقاء الإنسان بعد هذه الحياة، وهي القضايا الأهم في حياة الإنسان على الإطلاق-يتضمن بطبيعة الحال جملة من التعاليم التي ينصح بها في ضوء تلك الحقائق مع اخذ الشؤون العامة لحياة الانسان بنظر الاعتبار. وحينئذٍ يقع التساؤل عن اتجاه هذه التعاليم، ورؤيتها للجوانب الإنسانية العامة، ومقدار مؤونة مراعاتها او معونتها للإنسان.
بناء التشريع الاجتماعي على أساس تحري السلوك الفاضل بمقدار ما تقتضيه الحكمة، وهذا أمر تسعى إليه التشريعات العقلائية عامة وإن كانت وضعية. وهو من جملة الأمور الفطرية التي تقتضيها العقلانية العامة؛ فإن أي تشريع إن لم يكن مستوفياً لهذه الصفة و مراعياً لهذه الغاية كان مجانباً للصواب، وكل رؤية دينية أو غير دينية تخالف ثوابتها محكمات الفطرة وواضحاتها تكون معرضاً للترديد و الريبة وإن قوي ما يستدل به لحقانيتها.
المصدر/ اتجاه الدين في مناحي الحياة، محمد باقر السيستاني، ص91.