شيد ملوك ونصارى الحيرة عدداً من القصور على طول الشريط بين الحيرة وكربلاء، كقصر شمعون نسبة إلى شمعون بن جابر اللخمي الذي تنصر على يديه أحد ملوك الحيرة النعمان بن المنذر، وكذلك قصر مقاتل، الواقع بين مدينة عين التمر وبلاد الشام.
وقد تنوعت الأغراض من بناء تلك القصور التي أنشأها ملوك الحيرة، فقد اتخذ البعض منها كسجن لمناوئيهم، حيث ذكر أبو الفرج الأصفهاني (ت٣٥٦هـ): أن الحارث بن ظالم سجن من قبل ملك الحيرة النعمان الثالث في هذا القصر، الذي كان حوله سور خارجي محيط به يحصنه بعض الأبراج.
ومن الدوافع الأخرى لتلك القصور أهميتها العسكرية، مثل قصر أو حصن الاخيضر الواقع في الصحراء الغربية لكربلاء، فموقعه من الناحية العسكرية يعتبر أفضل المواقع الحربية فهو يحافظ على مناطق البادية الواقعة أمام هجمات الأعداء، والتي تقطنها قبائل ذات علاقات متشابكة، لذلك عرف قصر الاخيضر أيضاً بـ (حصن عين التمر)، حيث كانت فيه مسلحة للأعاجم.
ومما تجدر الإشارة إليه أن اثر الساسانيين على الحيرة وتوابعها (كربلاء وعين التمر) كان واضحاً، حيث كانت الدولة الساسانية هي دولة مدن تفر من السكن في الصحراء، لأن الصحاري أماكن لا يؤمها إلا العرب.
المصدر: مركز كربلاء للدراسات والبحوث، موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ القديم، ج1، ص 233.