يعد بيت الهر من بيوتات كربلاء الشهيرة، له نصيبه الوافر في العلم والأدب كما له مكانته في الوسط الاجتماعي لما قدمه رجاله من نتاجات أدبية وعلمية. تنحدر هذه العائلة من أسرة عربية عريقة في القدم تعرف بآل عيسى، ورست عند لقب الهر من قبل الشيخ قاسم الهر من رجالات الأدب في كربلاء.
من هذا البيت، ولد الشاعر الشيخ جعفر بن الشيخ صادق بن الشيخ محمد علي بن الشيخ أحمد الحائري المنتمي إلى عيسى بن شجاع الأسدي الحائري الشهير بالهر. ولد في كربلاء عام 1267هـ، ونشأ في بيت مكّنه من العلم والأدب، فقد أخذ البلاغة والمنطق عن الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري، ودرس الشعر وكتب العديد من القصائد المشهورة.
أشار المؤرخون إلى مكانته العلمية والأدبية، فقد ذكره السيد محسن الأمين في موسوعته بما نصه: " تخرّج في كربلاء على يد الشيخ زين العابدين المازندراني والشيخ محمد حسين الأردكاني والميرزا محمد حسين الشهرستاني، وانفرد بعدهم بالتدريس. تخرج به جماعة وله شعر وفي الطليعة فاضل مشارك جامع وأديب شاعر بارع ..."
وذكره ايضاً الشيخ محمد السماوي في أرجوزته بقوله:
وكأخيه جعفر بدر التقـــــى وهضبة العلم التي لا ترتقــى
عاش حميداً ومضى سعيداً وازداد فضلاً إذ رثى الشهيدا
لقد حفل شعر الشيخ جعفر بالقوة والمتانة في التعبير، إلّا أنّ الطابع التقليدي طغى على عموم شعره. ومما قاله في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) في مشهد خاص بنسائه (عليهنّ السلام):
ولم أنس النساء غداة فرّت إلى نعـش الشهيـد بـن الشهيـد
تقبّــل هــذه وتشــمّ هــذي خضيب الكف أو ورد الخدود
إذا أمّ تنـــوح تقول أخــت أعيدي النــوح معولـة أعيدي
توفي في غرة جمادي الثانية سنة 1347 هـ، ودفن في الرواق الحسيني الشريف.
المصدر: موسى الكرباسي، البيوتات الأدبية في كربلاء، ص 531.