سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي هو أحد الشهداء البارزين في واقعة كربلاء، والتي كانت نقطة تحول عظيمة في تاريخ الأمة الإسلامية، ينحدر سويد من قبيلة خثعم بن أنمار بن أراش، وهي قبيلة قحطانية من جنوب اليمن. تميز سويد بشخصيته النبيلة، فقد كان معروفًا بكثرة الصلاة وورعه، وكان شيخًا شريفًا ذو مكانة مرموقة في قومه،
ورغم أن بعض المصادر لم تذكر بشكل دقيق تفاصيل انضمامه إلى صفوف الإمام الحسين (عليه السلام) في مكة أو كربلاء إذ لم يذكر فيمن إلتحق بألإمام عليه السلام في مكة ، كما لم يذكر فيمن إلتحق له (عليه السلام) في كربلاء ، فالظن أنه ممن إلتحق بألإمام (عليه السلام) في الطريق بين مكة وكربلاء، عندما دارت رحى المعركة في كربلاء واشتد القتال، ظل سويد ثابتا في ميدان المعركة، فقاتل قتال ألأسد الباسل ، وبالغ في الصبر على الخطب النازل ، حتى سقط بين القتلى وقد أثخن بالجراح ، ولم يزل كذلك وليس به حراك حتى سمعهم يقولون : قتل الحسين ، فتحامل وأخرج من خفه سكينا ، وجعل يقاتلهم بها حتى قتل رضي ألله عنه وكان سويد آخر شهيد من أصحاب الحسين (عليه السلام )، حيث قاتل بالسيف في بداية المعركة ثم بالسكين بعد أن فقد سيفه، حتى سقط شهيدا على أرض المعركة.
كان سويد يردد في معركته يرتجز أبياتا شعرية تعكس عزيمته القوية وإيمانه العميق بالقضية التي كان يدافع عنها:
قدم حسين اليوم تلقى أحمدا |
وشيخك الحبر عليا ذا الندى |
|
وحسنا كالبدر وافى ألأسعدا |
وعمك القرم الهمام ألأرشدا |
|
حمزة ليث ألله يدعى أسدا |
وذا الجناحين تبوأ مقعدا |
في جنة الفردوس يعلو صعدا
ترك سويد بن عمرو بن أبي المطاع الخثعمي إرثًا عظيمًا في التاريخ الإسلامي، فقد تجسدت فيه أسمى معاني الوفاء والتضحية، كان رمزًا للثبات على المبادئ مهما كانت التضحيات، ذكراه ما زالت حية في ذاكرة الأمة، تذكرنا بأن الفداء في سبيل الحق والعدالة هو الهدف الأسمى، وأن الوفاء للمبادئ يستحق كل تضحيات الحياة.
راجع
عبد الأمير القريشي،البالغون الفتح في كربلاء،دار الوارث،ج3،ص151
زين العابدين سعد عزيز