شهدت مدينة كربلاء المقدسة في أواسط عام (١٣٩٤هـ) انتفاضة ضد السلطة العثمانية بزعامة السيد مهدي بن محمد علي الأشقير؛ وذلك بسبب الحيف الذي لحق بالأهالي من جراء الأساليب البشعة التي استخدمتها الإدارة العثمانية في قمع الحركات التحررية والقضاء على حركة الشيخ محمد علي الهر، والصورة البشعة التي مارستها في قتله مع اثنين من أتباعه وتعليق رؤوسهم على جذع نخلة بعد الطواف بها في أسواق كربلاء، بالإضافة إلى فرض الضرائب الباهضة على المواطنين.
وكان غالبية أهالي المدينة من الضعفاء والكسبة غير القادرين على دفع الضريبة مما حدا بهم إلى الثورة على الحكومة للمرة الثالثة بعد انتفاضتي (علي هدلة و الشيخ الهر)، واتخذوا الموقع المعروف بقبر (الصخني) الواقع على الضفة اليمنى من نهر الحسينية معسكراً لهم.
ثمّ وقعت عدة اشتباكات بينهم وبين الجيش العثماني، قدّم على إثرها أهالي كربلاء العشرات من الشهداء، كما اعتقلت السلطة ثمانين شخصاً كان من بينهم السيد مهدي الأشيقر، فتوسط السيد أحمد الرشتي لدى العثمانيين لإطلاق سراح السيد الأشيقر، فخرج من كربلاء إلى إيران متنكراً، ومنها إلى قفقاسيا، وبقي فيها إلى أن وافاه الأجل هناك، حيث نقل جثمانه إلى كربلاء، ودفن في الصحن الحسيني الشريف.
المصدر: محمد حسن الكليدار آل طعمة، مدينة الحسين، ج5، ص