جُلبت أعمدة إيوان الذهب في العتبة الحسينية المقدسة (البهو) الخشبي من الهند في سنة (۱۳۳۲ هـ) قبيل إعلان الحرب العالمية الأولى، وبسبب إعلان الحرب تأجل نقل الأعمدة من البصرة الى كربلاء آنذاك، وبعد انتهاء الحرب نقلت عن طريق نهر الفرات بالبواخر الى سدة الهندية، ثم رميت في نهر الحسينية بشكل (كلك) لعدم وجود وسائط نقلية ثقيلة تستطيع نقل هذه الأعمدة الخشبية، حيث تم بناء تسقيف الإيوان الذهبي للروضة الحسينية المقدسة.
وبعد مرور نصف قرن على نصبها تآكلت الأخشاب بسبب ظهور حشرة الأرضة في خشب سقف هذا البهو، كما تآكلت قاعدة تلك الأعمدة بسبب ارتفاع المياه الجوفية في الروضة المقدسة، فتبرع أحد المحسنين الإيرانيين بتقديم ركائز من الرخام الناصع للإيوان القبلي للروضة المقدسة، كما تبرع بنفس الرخام لرصف جدران البهو.
وفي سنة (١٩٦١م) تم تبديل الركائز والأعمدة الخشبية بأخرى من الرخام الذي قدمه أحد المتبرعين العراقيين، بشكل يتناسب والفن المعماري الإسلامي. وبينما كان العمل جارياً برصف أزاير جدران البهو، قامت لجنة التعميرات بصنع باب ذهب مرصع بالأحجار الكريمة، ونصب هذا الباب عند مدخل الكشكخانة الشرقية في الجهة اليمنى من البهو، ومن ثم تم التبرع بباب ثانٍ مماثل للباب الأول، ونصب في الجهة اليسرى من البهو عند مدخل الكشكخانة الغربية، ثم تقدم متبرع آخر بمبلغ عشرة آلاف دينار لصنع الباب الوسطاني الكبير.
وأخيراً، عندما أحجم المعمار الإيراني الذي سبق له أن وضع تصاميم بناء الركائز الرخامية، ومنعت حكومة الشاه إرسال بقية الرخام المقدم من قبل المحسن الإيراني متبرع الرخام، أرسلت من بغداد عدة لجان فنية عراقية لوضع التصاميم، والقيام بتشييد البهو بعد أن رصد للبناء مبلغ (۱۲۰) ألف دينار. ولا زالت العتبة الحسينية المقدسة إلى يومنا هذا تواصل تطوير هذا الإيوان المبارك.
المصدر: محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، مدينة الحسين (ع)، ج 7، ص69-73.