ضمن جهود مركز كربلاء للدراسات والبحوث في الحفاظ على النفائس العلمية والمخطوطات الطبية النادرة، تضمّ مكتبة المركز، نسخةً أصليةً من الكتاب الطبي التراثي "المُغْنِي في تدبير الأمراض ومعرفة العلل والأعراض" لمؤلفه العالم الفيلسوف "أبي الحسن سعيد بن هبة الله البغدادي"، المعروف بـ "العشّاب" وبـ "شيخ أطباء العراق".
يُعد هذا الكتاب من أغنى الكتب الطبية وأبقاها أثراً في الحضارة الإسلامية، إذ تجاوزت فصوله المائتين، وتوزعت مواده العلمية على تسعة وأربعين باباً شملت أمراض الإنسان من الرأس حتى القدم، بأسلوب علمي ممنهج وبلغة دقيقة موثوقة.
تميّز المؤلِّف بمنهجٍ فريد في تصنيف الأمراض، حيث أفرد لكل داءٍ فصلاً خاصًا يشتمل على اسم المرض، وأسبابه، وأعراضه، وطريقة تدبيره وعلاجه، مع تقديم جداول توضيحية مبتكرة تسهّل على الباحثين والدارسين الوصول إلى المعلومات الطبية بيسر وسلاسة.
وقد حاز الكتاب شهرة كبيرة منذ حياة مؤلفه، حتى ذُكر في مصادر التراث مثل "عيون الأنباء"، وَوُجِدَتْ له نحو ثلاثين نسخة خطية في كبريات المكتبات حول العالم، مما يدل على انتشاره الواسع واعتماده في تدريس الطب خلال أزهى عصور الحضارة الإسلامية، إلى جانب كتب بارزة مثل "القانون"، و"الحاوي"، و"التصريف".
ومن هذا المنطلق، يدعو مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الباحثين والمهتمين بأساسيات العربية في تأسيس علوم الطب الحديثة، لزيارة مكتبته العامة والاطلاع على هذا السفر الطبي الذي استلهمت منه المدارس الغربية لمئات السنين.