يُعتبر مرقد عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن بن البنفسج بن إدريس بن داود بن أحمد المسوّد بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) من المعالم البارزة في محافظة كربلاء المقدسة، كان عون الحسني سيدا جليلا مقيما في الحائر الحسيني، وامتلك مزرعة تبعد حوالي ثلاثة فراسخ (حوالي 10 كيلومترات) عن كربلاء. خرج إليها وأدركه الموت هناك، فدُفن في ضيعته حيث يقع قبره الحالي.
أثار بعض الباحثين تساؤلات حول هوية صاحب المرقد، حيث نُسب المشهد إلى عون بن عبد الله بن جعفر الطيار وأمه زينب العقيلة، اعتمدوا في ذلك على ما أورده السيد مهدي القزويني في كتاب (المزار)، ومنهم السيد عبد الرزاق الحسني والسيد عبد الرزاق كمونة، إلا أن هذا الرأي قوبل بالتفنيد، حيث أشار محقق كتاب المزار، الدكتور جودة القزويني، إلى رأي النسابة السيد عبد الستار الحسني، الذي أوضح أن البعض يعتقدون أن المرقد الواقع على بُعد سبعة أميال شرق كربلاء يعود إلى عون بن عبد الله بن جعفر، ابن السيدة زينب بنت الامام علي(عليهما السلام) ومع ذلك، يؤكد الحسني أن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث إن عون المذكور دُفن في الحائر الحسيني مع الشهداء الآخرين في قبر واحد عند قدمي الإمام الحسين(عليهما السلام)
يقع المرقد في ضواحي مدينة كربلاء المقدسة، في الجهة الشمالية الغربية، على بعد حوالي 11 كيلومترا من مركز المدينة، يُعتبر المزار مقصدا للزائرين والوفود، حيث يجتمع عنده العديد من الناس، خاصة في الجمعات والأعياد الإسلامية، وينذرون إليه النذور، ولديهم اعتقاد راسخ بقدرة المرقد على قضاء الحوائج بفضل الله تعالى.
قبل التويسعة الحاصلة حاليا كان يشغل بناء مرقد عون بن عبد الله أرضا مستطيلة الشكل تقريبا، بطول 55 مترا وعرض 50 مترا، يتقدمه رواق طويل بطول 55 مترا وعرض 2.5 متر، المدخل الرئيسي يقع في منتصف هذا الرواق ويؤدي إلى بناية الضريح، واجهة الرواق مزينة بالطابوق (الآجر) والبلاط القاشاني، مع فتحات تعلوها أقواس مدببة مغلفة بالسيراميك الأزرق،تحتل بناية الحضرة القسم الوسطي من المرقد، وهي مربعة الشكل بطول ضلع 10.5 متر، تتوسطها غرفة الضريح المربعة بطول ضلع 5.5 متر، يتوسط الضريح فناء الغرفة، مغطى بصندوق خشبي بطول 2.5 متر وعرض مترين، بلون بني ومزخرف بمشبك ذهبي، تعلو غرفة الضريح قبة بصلية الشكل بقطر 5.5 متر وارتفاع حوالي 7 أمتار، مكسوة بالبلاط القاشاني ومزينة بآيات قرآنية، ويعلوها هلال معدني مذهب، تتوسط جدران غرفة الضريح أربع فتحات بعرض مترين وارتفاع 2.5 متر، مغلفة بالمرمر، تؤدي إلى جامع النساء من اليمين وجامع الرجال من اليسار، يحيط ببناية الضريح صحن مكشوف، وتحيط به غرف ملاصقة لسور المرقد من الجانبين. يوجد مدخلان إضافيان، أحدهما في منتصف السور الأيمن والآخر عند نهاية السور الأيسر.
في السنوات الأخيرة، شهد مرقد عون بن عبد الله أعمال توسعة وتطوير نفذتها الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، ويستقبل الزائرين القادمين إلى كربلاء لزيارة مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، خاصة خلال الزيارات المليونية، شملت المرحلة الأولى من المشروع بناء هيكل الحرم بمساحة 3,400 متر مربع، وإنشاء منارتين بارتفاع 41 مترا لكل منهما، وقبة بارتفاع 32 مترا، بالإضافة إلى بناء سرداب بمساحة 60 مترا مربعا، تم تنفيذ هذه الأعمال برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة والحكومة المحلية في كربلاء المقدسة، مع فتح باب التبرعات للمشاركة في المشروع من داخل العراق وخارجه.
المصدر
عبد الأمير القريشي،المراقد والمقامات في كربلاء،بيت العلم للنابهين،بيروت،2008،ط1،ص81
زين العابدين سعد عزيز