أصدرت رئاسة جامعة سامراء توجيهاً يقضي بمنع التبرج داخل الحرم الجامعي، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من الأوساط الأكاديمية والمجتمعية على مستوى العراق، ويأتي هذا القرار احتراماً لقدسية الحرم الجامعي ومقام الإمامين العسكريين (عليهما السلام)، بالإضافة إلى الحفاظ على الأعراف الجامعية والعادات والتقاليد التي تعكس هوية المدينة المقدسة.
ولقي القرار إشادة من شخصيات أكاديمية ومجتمعية بارزة، حيث أكدوا على أهمية تطبيق مثل هذه التوجيهات في الجامعات العراقية، لا سيما في المدن المقدسة مثل النجف الأشرف وكربلاء المقدسة، واعتبروا أن هذه الخطوة تعزز الروح الدينية والأخلاقية داخل المؤسسات التعليمية، وتنسجم مع الطابع الخاص لهذه المدن.
ويستند هذا التوجيه إلى نصوص قانونية واضحة تدعم احترام قدسية المدن المقدسة في العراق، فقد نصت المادة (10) من الدستور العراقي على أن (العتبات المقدسة والمقامات الدينية في العراق كيانات دينية وحضارية، وتلتزم الدولة بتأكيد وصيانة حرمتها، وضمان ممارسة الشعائر بحرية فيها)، كما جاءت الفقرة (ثالثاً) من المادة (24) من قانون الوقف الشيعي رقم 57 لسنة 2012 لتؤكد على أن (المدن المقدسة لها حرمة لا يجوز انتهاكها بأي فعل مخالف للآداب أو الأخلاق العامة، ويُحظر فيها ممارسة أي فعل فاضح مخل بالحياء(.
وترى الأوساط الأكاديمية والمجتمعية أن من الضروري أن تتخذ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خطوات عملية لتبني هذا النهج والعمل على تعميمه ليشمل جميع الجامعات العراقية، خاصة تلك التي تقع في المدن ذات الطابع الديني الخاص، ككربلاء المقدسة والنجف الأشرف، وتؤكد هذه الأوساط أن اعتماد مثل هذه التوجيهات من شأنه المساهمة في تعزيز القيم الأخلاقية والدينية داخل المؤسسات التعليمية، وحماية الموروث الثقافي والاجتماعي الذي يميز المدن المقدسة، كما أن تعميم هذه السياسات يساعد في خلق بيئة تعليمية أكثر التزاماً وانسجاماً مع القيم والتقاليد المجتمعية، وهو ما يعزز دور الجامعات في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع العراقي.