حذرت صحيفة "ميدل إيست آي" الإلكترونية العالمية وعبر تقرير مصوّر لها، من أخطار إندثار بحيرة الرزازة الشهيرة في مدينة كربلاء المقدسة بفعل التغيّرات المناخية والإهمال الحكومي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجم مضامينه مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، إن "هذه البحيرة المعروفة أيضاً بإسم (بحيرة الملح)، والبارزة على شكل امتداد نقي من اللون الأزرق بجانب الطريق الصحراوي الرابط بين مدينة كربلاء المقدسة والحدود العراقية مع المملكة العربية السعودية، تجرّف الآن جموعاً من الأسماك النافقة على طول حواف مياهها الهادئة".
وينقل التقرير عن الصياد الكربلائي ذو الـ 38 عاماً، "بشير كامل"، قوله إنه "كان هنالك الكثير من الأسماك في البحيرة، إلا أن القليل منها هو ما تبّقى لأن البحيرة آخذةٌ في الانكماش، بحيث تصبح أصغر في كل عام عمّا كان الوضع عليه منذ أن بدأ الصيد لأول مرة عندما كان صبياً يساعد والده في هذه المهنة"، مضيفاً أن "البحيرة كانت تغذيها روافد صغيرة من نهر الفرات، لكن هذه الروافد قطعت، ومنذ عام 2003 لم تصل المياه إلى البحيرة، ولذا فقد أصبحت المياه أكثر ملوحة ولا تستطيع أسماك المياه العذبة أن تعيش في هذه المياه المالحة".
وبيّنت الصحيفة التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها، أن "بحيرة الرزازة الاصطناعية هي ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العراق، حيث تم الانتهاء منها في سبعينيات القرن الماضي لتلقي المياه الزائدة من بحيرة الحبانية خلال موسم الفيضانات عبر قنوات الصرف"، مشيرةً الى أنه "تم قطع بعض هذه المياه على يد النظام السابق خلال الإنتفاضة التي شهدتها مناطق وسط وجنوب البلاد، بالإضافة الى تجفيف الأهوار، حيث تسبب انخفاض مياه الفيضانات في نهر الفرات منذ ذلك الحين بجفاف الروافد الأخرى".
ويتابع التقرير نقلاً عن الصيادين المحليين، تأكيدهم "تناقص أعداد الأسر التي تعتمد صيد الأسماك كمصدر رزق في بحيرة الرزازة وبشكلٍ كبير، حيث بدأت الثروة السمكية في هذه البحيرة بالتناقص الحاد نظراً لأن المياه أصبحت أكثر ملوحة، وخصوصاً في فصل الصيف، والذي يؤدي تبخر المياه في البحيرة بفعل حرارته العالية، الى جعلها أكثر ملوحة".
وأشارت صحيفة "ميدل إيست آي" الى أن "التوقعات (القاتمة) حول زوال البحيرة بالكامل، كانت موجودة منذ سنوات، حيث أشار تقرير في عام 2011 إلى أن البحيرة قد تجفّ في غضون عامين بفعل تناقص مياه الأمطار والسدود المقامة من قبل تركيا، حيث ما زال يلوح في الأفق، مشروع (جنوب شرق الأناضول)، والذي من المقرر أن يضم (22) سداً وخزاناً، سيكون (14) منها على نهر الفرات، فضلاً عن مشاريع مستقبلية مماثلة على نهر دجلة أيضاً، كتهديد مستقبلي على مياه العراق".