نشرت صحيفة "دايلي ستار" البنغالية، مقالاً إفتتاحياً مطولاً أشادت من خلاله بأهمية القصائد الحسينية والأناشيد الخاصة بأهل بيت النبوة "صلوات الله عليهم" وقصة موقعة كربلاء، في الحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي للبنغال وشعبها.
وقالت الصحيفة في مقالها المعنون بـ "القصائد الفلكلورية لولاية البنغال الشرقية"، إن "عدد سكان هذه الولاية يبلغ حوالي (45) مليون نسمة يقطنون على مساحة تقدّر بحوالي (15000) ميل مربع"، مشيرةً الى أنه "بالنظر للواقع المتمثل بحصول أقل من ثلاثة بالمائة من شعبها على تعليم بالمعنى الحقيقي، فكانت الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها التعرف على هذه البقعة من الأرض، هي عبر دراسة قصائدها وحكاياتها الشعبية التي تعكس تطلعاتها وإنجازاتها وإحباطاتها".
وتابع المقال أن "هنالك فرق من المنشدين تتجول من قرية إلى أخرى وهي تردد القصائد الشعرية أو الدينية أو التاريخية أو المقطوعات الأكثر حداثة عن الحياة اليومية للسكان، حيث يقدم شاعر القرية صورة مخلصة لجميع مراحل الحياة من الطفولة إلى الشيخوخة"، مؤكداً على إستناد عدد كبير من هذه الأعمال الأدبية، الى تراث آل البيت الأطهار "عليهم السلام" بدءأً من الترانيم الخاصة بإستقبال الطفل المولود حديثًا والمتمثلة بالقصيدة المعنونة "أين ولد الطفل؟ ... ولد في منزل الأمير علي".
وبيّن كاتب المقال، الأديب والخبير اللغوي "جاسم الدين"، أن "هنالك نوعاً من القصائد الفلكلورية البنغالية، تستند إلى قصص دينية إسلامية، وتسمى بـ (الجارية)، حيث يتضمن المحتوى الرئيسي لهذا النوع من القصائد، فاجعة إستشهاد الإمام الحسين والروايات التي نسجتها التقاليد المحلية حولها"، مشيراً الى أن "الطابع الإسلامي لهذه النتاجات الأدبية، قد دفع منشدوها الى الإستعانة في نسبة كبيرة منها، بالكلمات العربية والفارسية".
ويشير الكاتب الى أنه "بالرغم من وجود عناصر غير تاريخية في القصائد المأخوذة عن موقعة كربلاء، إلا أن هذه الإضافات غير التاريخية للموقعة، هي في حد ذاتها سجلاً فريداً لأعمال خيال منطقة شرق البنغال، وانعكاساً لمغامراتها الروحية، ومنها ما جاء في إحدى القصائد التي تروي مشهداً تندب فيه السيدة سكينة (عليها السلام) شهداء الموقعة الأبرار".