نشرت المنظمة الدولية للهجرة " IOM" بحثاً تفصيلياً بيّنت من خلاله أن آلاف العائلات في جميع أنحاء العراق بينها محافظة كربلاء المقدسة، مستمرةً في هجران مناطقها بسبب ظاهرة الجفاف المتزايدة مؤخراً في البلاد، مما يرسم صورة صارخة للعواقب الوخيمة للإنهيار المناخي على السكان وخاصةً المجتمع الزراعي المنتج.
وقالت المنظمة في سياق البحث، إنه "لاتزال (3,334) أسرة عراقية في حالة نزوح بسبب ظروف الجفاف التي وصلت إلى مستويات قياسية في الصيف الماضي، وخصوصاً في منطقتيّ (البعاج) و(الحضر) بمحافظة نينوى، الى جانب خمس محافظات أخرى جنوبي البلاد".
وأشار البحث الذي أجراه نظام "مصفوفة تتبع النزوح" في العراق أو "DTM" والتابع للمنظمة الأممية، أن "محافظة كربلاء المقدسة تحتل المرتبة الثالثة في عدد الأسر التي تعاني من النزوح بسبب الجفاف وانخفاض تدفق المياه في المحافظات الجنوبية الخمس موضوع بحث المصفوفة منذ شهر شباط 2019، وبعدد يصل الى (339) عائلة، خلفاً لكل من محافظة ذي قار ذات النسبة الأكبر من العوائل النازحة وبأكثر من (1,110) عائلة، ومحافظة ميسان ثانياً بمجموع يصل الى (728) عائلة نازحة".
وبيّنت وسائل إعلام محلية، أن "وكالات الإغاثة في كل من العراق وسوريا قد أصدرت في الصيف الماضي، تحذيراً من أن أكثر من (12) مليون شخص في كِلا البلدين يفقدون الوصول إلى المياه والغذاء والكهرباء بسبب أزمة المياه الحادة"، فيما تذكر الأمم المتحدة، أن "3.5 % فقط من أراضي العراق الزراعية، تُروى بأنظمة الري اللازمة لسقي الحقول الجافة وضمان سبل عيش كافية ومستدامة في المناطق الريفية".
يذكر أن دراسة أخرى حديثة حول إدارة المياه في جنوب العراق، كانت قد نشرتها كلية لندن للاقتصاد (LSE) والتي وصفت بـ (المخيفة) بسبب بيانها لتأثير النمو السكاني المرتفع في العراق مقارنةً بتقليل تدفقات الإمداد المائي في ظل البنية التحتية المهملة لشبكة المياه العامة.