أكّدت صحيفة "ناشونال هيرالد" الهندية، إن مأساة كربلاء لاتزال حاضرة في الوعي الإسلامي عامةً حتى في ظل إختلاف طريقة إستيعاب هذه المأساة من قبل مذاهب الإسلام المختلفة.
وقالت الصحيفة في مقال إفتتاحي، إن "يوم عاشوراء هو التاريخ الأكثر ظلامةً في التقويم الشيعي، حيث تم في هذا اليوم ذبح أقرب الأشخاص من نسل نبي الإسلام، الإمام الحسين بن علي (صلوات الله عليهم)، كما شهد سبي نساء عائلته وتقييدهن بالسلاسل"، مضيفةً أن "أحداث ذلك اليوم، أصبحت ذكرى لطقوس عزاء شديدة على مصاب سيد الشهداء، الذي قُتل على أرض صحراء كربلاء، بحيث تحوّلت الى تجسيد للمقولة التي يرددها أتباع آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وهي (كل أرض كربلاء... وكل يوم عاشوراء) مما لا يثير العجب أنه حتى في الهند البعيدة جداً عن موقع المعركة، فإن كل قرية أو بلدة يعيش فيها الشيعة، تمتلك تمثيلاً رمزياً لهذه البقعة المقدسة من أجل إبقاء ذكرى المأساة حية على الدوام".
وأضاف كاتب المقال "كولديب كومار"، أن "المأساة تستمر في تكرار نفسها بين الحين والآخر مثلما حصل في 4 آذار 2004، عندما ضرب تنظيم القاعدة الإرهابي، مدينة كربلاء في يوم عاشوراء بصورة قاسية أسفرت عن إستشهاد وجرح المئات من المعزّين المتجمعين في هذه المدينة المقدسة".
وتابع "كومار" أن "المذبحة التي وقعت في القرن السابع الميلادي، قد أرست طابع الملحمة على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية"، مبيّناً أنه "على غرار جميع القصص الملحمية، فإن كربلاء لاتزال تعيش في قلوب وعقول مستمعيها وقرائها، الى درجة أن الكاتب الأسطوري الأوردو – هندي (بريمشاند) كان قد كتب مسرحية بعنوان (كربلاء) بهدف سرد القصة المؤلمة لإستشهاد الحسين".
وأشار الكاتب الى أنه "كما هو الحال في الحرب المرافقة لملحمة (ماهابهاراتا) الهندية القديمة، فإن جميع الشخصيات المشتركة في مأساة كربلاء، مرتبطة ارتباطًاً وثيقاً أو بعيداً فيما بينها، وتظهر نفس القدر من الكراهية والقسوة التي يكنّها أحد أطرافها تجاه الآخر، ومنها أن الطريقة التي تم بها عدم إحترام بل وتعذيب نساء البيت المقدس للنبي محمد (صلوات الله عليهم) في صحراء كربلاء بأوامر من الطاغية الأموي يزيد، هي تذكير بالطريقة التي تعرّضت بها (دروبادي) زوجة الملك النبيل (يوذيشثيرا) للإذلال بأوامر (ديريودانا) في بلاطه الملكي".