ذكرت الباحثة والأستاذة في مجال فن وآثار الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية، "د. لـيـزا كـوبـر"، أن المؤرخة والكاتبة البريطانية الشهيرة، الـ "مس بيل" كانت قد أوردت تحليلات معمارية غزيرة ودقيقة عن قصر "الأخيضر" الأثري بمدينة كربلاء المقدسة.
وقالت "كـوبـر" عبر أحد فصول كتابها المعنوّن بـ "البحث عن الملوك والغزاة-غيرترود بيل وعلم الآثار في الشرق الأوسط"، إن "التحليلات المعمارية الأولى التي أجرتها الـ (مس بيل) في الأخيضر، قد أسفرت عن إقتراحها للتاريخ الدقيق للقصر"، مبيّنةً أن "نتائج تلك التحليلات إعتمدت بشكل أساسي على العديد من السمات المعمارية المميزة، والتي تضمنت قبو القصر، وطريقة بناء وتوظيف المساحات المقببة، وكيفية إستخدام أنابيب البناء، ووجود المسجد".
وتضيف الباحثة البريطانية، أن "هذه الميزات قد تم عرضها للمرة الأولى في مقال أكاديمي نشرته (بيل) عام 1910م، تحت عنوان (The Vaulting System of Ukheidar) أو (نظام التقبيب في الأخيضر) والذي نُشِر في (مجلة الدراسات الهيلينية -اليونانية حالياً)"، مؤكّدةً إنها "شكّلت الملامح العامة لمزيد من التحقيقات حول الأخيضر والتي جرت بعد الزيارة الثانية للمس (بيل) في عام 1911م، حيث تم دمجها وتوسيعها قبل نشرها في إصدارها الأخير عن القصر والمنشور عام 1914م".
ومما جاء أيضاً في الكتاب، أن "البحوث اللاحقة التي أجرتها (بيل) كانت قد سعت إلى وضع الأخيضر مؤقتاً ضمن ما وصفتها بـ (التقاليد الأوسع للمباني الفخمة في الشرق الأدنى)، واستدعت مواداً مماثلة من بلاد ما بين النهرين وما وراءها من أجل إكمال هذا المسعى".
In Search of Kings and Conquerors, Gertrude Bell and the Archaeology of the Middle East - Lisa Cooper. [Pg. -129]