نشرت مؤسسة "أوبن إيديشن فريميوم" البحثية البرازيلية، دراسة تفصيلية سلّطت من خلالها الضوء على أصول ونشأة الدين الإسلامي في بلادها عموماً، وعقيدة آل البيت الأطهار "عليهم السلام" على وجه الخصوص.
وبيّنت المؤسسة في دراستها المعنونة بـ "الوجود الإسلامي في البرازيل: لمحة تاريخية موجزة" للباحثة "سميرة عادل عثمان"، أنها "تناولت في مقاربة تاريخية، الوجود الإسلامي في البرازيل، بدءاً من موجات الهجرة المختلفة، والملامح العرقية لهذا الوجود كـ (العبيد الأفارقة، والمهاجرون العرب وأحفادهم، والمهاجرون الأفارقة والآسيويون، والبرازيليين المستبصرين)، فضلاً عن المدارس الفكرية المختلفة التي تنتمي اليها هذه المجموعات، والمؤسسات الدينية والثقافية التي تم تأسيسها بغية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية لكل مجموعة".
وأشارت "الباحثة" الى أنه "في بداية حملات الهجرة العربية إلى البرازيل، كانت الفروقات بين المذاهب الإسلامية المختلفة، غير محسوسة ضمن المجتمع، حيث جمعت باحات مسجديّ (البرازيل) في مدينة (ساو باولو)، ومسجد مدينة (كوريتيبا)، مختلف المسلمين المنتمين بالغالب الى نفس العرق العربي، والذي كان معظم المنحدرين منه، هم من اللبنانيين"، مشيرةً الى أن "تزايد حجم الهجرة الشيعية من الثمانينيات فصاعداً، وإشتداد الاختلافات الأيديولوجية السياسية في العالم الإسلامي بعد إندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية، كان لهما أيضاً، ردود فعل بين المهاجرين المسلمين المقيمين في البرازيل".
وتابعت مؤلفة الدراسة، أنه "في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، أنشأت مجموعة من العائلات الشيعية ذات الأصول اللبنانية، جمعية (الخير) الإسلامية في مدينة (ساو باولو)، بهدف تنظيم وتوحيد المجتمع الشيعي، والحفاظ على الشعائر الدينية، فضلاً عن جمع الموارد اللازمة لبناء مسجد، وهو ما تم في عام 1985 عبر إفتتاح مسجد (محمد رسول الله) والمعروف أيضاً بـ (مسجد براس) نسبةً الى حي (براس) السكني المقام على أرضه، حيث كانت أبواب هذا المسجد مفتوحة لجميع الجالية العربية المسلمة من (اللبنانيين والعراقيين والسوريين)، وغير العرب من (الإيرانيين والأفغان والباكستانيين، والأفارقة) مع عدم افتراض صورة طائفية له، بحكم إنطواء العنوان (الشيعي) آنذاك على تهمة سياسية وأيديولوجية غير مفهومة الملامح" بحسب وصف الباحثة.
وأشارت المؤسسة التي تضم مجموعة مكوّنة من (175) مجلة متخصصة في العلوم الإنسانية والاجتماعية، والمنشورة من قبل مطابع جامعية وناشرين أكاديميين، الى أنه "ضمن الجانب الخيري لجمعية (الخير)، فقد تركّزت أعمالها على مساعدة العائلات المسلمة بالدرجة الأولى من خلال دفع الإيجارات السكنية، والمساعدات المدرسية، وتقديم السلال الغذائية والدوائية".