ذكرت صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية الفرنسية، أنها أوفدت أحد كتّابها للسفر إلى مدينة كربلاء المقدسة خلال فترة زيارة أربعينية الإمام الحسين "عليه السلام".
وقالت الصحيفة في سياق مقالها الخاص عن هذه الزيارة، إنه "خلال جهودها لأكتشاف السبب وراء كون هذه المدينة ساحرة لزوّارها الى هذه الدرجة، فإن ما رأته أثبت لها أنه حتى الزاوية الأوسع لعدسة أحدث الكاميرات، تظل ضيقة جداً بحيث لا يمكنها إلتقاط روح هذا التجمع الصاخب والهادئ في نفس الوقت".
وتابع كاتب المقال، أن "سيلاً من الرجال والنساء والأطفال المتّشحين بالسواد، سيملأ عين الناظر من أحد طرفي الأفق إلى الطرف الآخر، وكانت هذه الحشود ضخمة الى درجة أنها تسببت في ازدحام لمئات الكيلومترات"، مؤكداً إن "المسافة البالغة (500) كيلومتر بين ميناء البصرة الجنوبي وكربلاء، هي بالفعل رحلة برية طويلة، وصعبة للغاية سيراً على الأقدام بالنسبة لجميع الفئات العمرية السائرة تحت أشعة الشمس الحارقة نهاراً، وفي البرد القارس ليلاً، عبر التضاريس الوعرة، والطرق غير المستوية، وتحت التهديد المستمر من قبل الإرهابيين".
ويضيف الكاتب، أن "كل هذه المعوّقات التي تواجه زائري الأربعين لم توقف مسيرتهم المدفوعة بحبهم الشديد للإمام الحسين (عليه السلام)"، مبيناً أن "من مشاهد هذه المسيرة التي ستترك كل من يراها في حيرة من أمره، هو مشهد آلاف الخيام والمطابخ المؤقتة التي أقامها المواطنون المحيطون بمسار الزيارة والمسماة بـ (المواكب) والمزوّدة بكل ما يحتاجه الزائر تقريباً، من وجبات طعام ساخنة، وأماكن للراحة، ومكالمات دولية مجانية لطمأنة ذويه، وغيرها من الوسائل التي قد يحتاجها، وبصورة لا يحتاج معها المشارك في المسير، إلى حمل أي شيء على هذا الطريق البالغ طوله (500) كيلومتر، باستثناء الملابس التي يرتديها".
وأكّدت الصحيفة الفرنسية، أن "عبارة (يا نَفْسُ من بعدِ الحسينِ هُوني، وبعدَهُ لاَ كُنْتِ أنْ تَكوني) التي يرددها زوّار الأربعين والمأخوذة من نداء لشقيق الإمام الحسين، العباس بن علي (سلام الله عليهم) وقائد جيشه، قُبيل إستشهاده هو الآخر في معركة كربلاء أثناء محاولته جلب الماء للأطفال العطشى في معسكر الإمام (عليه السلام)، وبالنظر للأوضاع الأمنية في العراق والحالة الاقتصادية (الكارثية) التي تجعل من العراق رائداً لعناوين الأخبار في العالم، فلا يمكن لأحد أن يشكك في صحة هذه العبارة المرددة وبكل ما لها من معنى".