ذكرت صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية الفرنسية، وضمن فصول مقالها الخاص عن أكبر مسيرة دينية في العالم أجمع، متمثلةً بزيارة الأربعين المباركة، أنه بمجرد الإطاحة بنظام البعث الصدامي، كان المشاهدون الغربيون حريصين على رؤية كيف سيردّ العراقيون على حقبة جديدة متحررة من الاضطهاد الديكتاتوري.
وقالت الصحيفة، إنه "بعد إنهيار (جمهورية الخوف) في العراق وهروب الشيطان الى غير رجعة، كان لسان حال المشاهد الغربي، يتساءل: (أين تقع كربلاء؟، ولماذا يسير الجميع في هذا الاتجاه؟ ومن هو الحسين الذي يتحدى الناس كل العقبات والمخاطر لرؤيته؟، وكيف يمكنهم البقاء في حالة حداد على موته بعد أربعة عشر قرناً من الزمن؟".
وتابع كاتب المقال، أن "ما عُرِض في هذا الإطار، لم يكن سوى تقرير تلفزيوني مدّته (60) ثانية، إلا أنه كان صادماً ومؤثراً بشكل خاص، لأن الصور الظاهرة فيه، كانت لا تشابه أي شيء قد رآه أحد من قبل، فكانت أقرب ما تكون الى إلى تحويل زوّار الأربعين إلى كتلة من البرادة الحديدية، التي تتجمع في كتلة مضغوطة بشكل متزايد كلما اقتربت مما يمكن وصفه بـ (المجال المغناطيسي) غير القابل للمقاومة، وهو في هذه الحالة، مرقد الإمام الحسين (عليه السلام)، مما يستدعي التأكيد بإنه لو رغب أحد في رؤية دينٍ حيٍ يتنفس، ومليء بالحماسة والحيوية، فليأتِ إلى كربلاء".
وتساءلت الصحيفة الفرنسية في سياق مقالها، عن الكيفية الممنوحة لرجل قُتل منذ 1334 عاماً أن يبقى حياً ولديه مثل هذا الوجود الملموس اليوم، لدرجة تحفيز الملايين من الناس على دعم قضيته، ورؤية محنته على أنها محنتهم؟"، مبيّنةً أنه "من غير المحتمل أن ينشغل شعب ما في نزاع (خاصةً في العصور القديمة) ما لم يكن لديهم مصلحة شخصية في الأمر، لكن الموضوع هنا، هو الشعور أن هناك من يخوض معركة من أجل حقك في الحرية، وحقك في أن تُعامَل بعدالة، وحقك في حياة كريمة، وهو ما قد يدفعك للإعتبار أن لديك مصلحة راسخة في قضيته، وتعاطف معه الى درجة أن التحول إلى معتقداته لن يكون بالأمر البعيد جداً".
وأشارت صحيفة "ميديا بارت" الى أن "بعضاً من آيات الحظوة التي نالها حفيد رسول الإسلام محمد، الإمام الحسين (صلوات الله عليهما) لدى المسلمين كافة، وتبجيله لديهم كـ (سيد الشهداء)، كانت بسبب إستشهاده على أرض كربلاء في يوم العاشوراء من شهر محرم الحرام الى جانب مع عائلته وأصحابه، جياعاً وعطاشى، قبل قطع رؤوسهم بطريقة بشعة ومن ثم تشويه جثثهم، في صورة وصفها المؤرخ الإنكليزي (إدوارد غيبون)، بأن (المشهد المأساوي لمقتل الحسين، سيثير تعاطف أقسى القلوب على الإطلاق)".