واصلت صحيفة "ميديا بارت" الإلكترونية الفرنسية، مقالها الخاص ببيان حيثيات ونتائج زيارة أربعينية سيد الشهداء، الإمام الحسين "عليه السلام"، والأسباب الكامنة وراء عدم وجود تغطية إعلامية فعّالة لهكذا حدث مليوني سنوي.
وقالت الصحيفة في المقال المعنوّن بـ "لماذا لم نسمع من قبل بأعظم مسيرة دينية في العالم، إنه "لأمر رائع أن نرى حدثاً سنوياً متعدد الأديان والطوائف بالنظر إلى الطبيعة الحصرية لهذا النوع من الطقوس، مما يعني شيئاً واحداً فقط، وهو أن شعوب العالم، بغض النظر عن لونها أو عقيدتها، تعتبر الإمام الحسين كرمز عالمي للحرية والرحمة، بلا حدود ويتعدى جدران التدين".
وتابع كاتب المقال، أنه "من الممكن أن لا يسمع أحد بزيارة الأربعين من قبل لأن الصحافة تهتم في الغالب، بالقصص السلبية والدموية والإثارة أكثر من اهتمامها بالقصص الإيجابية والملهمة، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بالإسلام، إذا أن حدثاً يتضمّن بضع مئات من المتظاهرين المناهضين للهجرة في شوارع لندن أو باريس، سوف يتصدر عناوين الصحف، وبنفس المستوى من وقت البث لمسيرة مؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، أو حتى مسيرة مناهضة للرئيس (فلاديمير بوتين) في روسيا، لكن أن يتجمع عشرون مليون شخص في تحدٍ واضح للإرهاب والظلم، فهذا ما لن يمكن أن يظهر حتى في شريط الأخبار التلفزيونية".
وبيّنت الصحيفة الفرنسية أن "هذا التجاهل الحاصل بحق الزيارة الأربعينية، يستدعي وجود حظر إعلامي غير رسمي على هذا الحدث الضخم، على الرغم من إحتوائه على جميع العناصر الحاسمة للتقرير الناجح، كالأعداد المذهلة للمشاركين، والأهمية السياسية، والرسالة الثورية، فضلاً عن الأصالة في الوجود".
وأشارت صحيفة "ميديا بارت" الى أن "من بين الأشخاص الذين لا حصر لهم ممن ألهمهم هذا الحدث، هو شاب أسترالي تم القاء به قبل عدة سنوات لدى إعتناقه الإسلام، والذي أخبر كادر الصحيفة، أن كل شيء بدأ في إحدى أمسيات عام 2003 أثناء مشاهدته للأخبار، فكان ما جذب إنتباهه حينها هو مشاهد لملايين من الناس يتدفقون على مدينة كربلاء المقدسة وهم يرددون اسم رجل لم يسمع به من قبل، (الحسين)، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ عقود، وفي حدث متلفز عالمياً، أن يحصل العالم على لمحة عن الحماسة الدينية المحظورة سابقًاً في بلد كالعراق".